
وال-
فقد الوسط الفني والثقافي الليبي الجمعة (11 ابريل 2025م) واحدة من أبرز رموزه، بوفاة الفنانة القديرة حميدة الخوجة، عن عمرٍ ناهز(83) عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء استمرت لأكثر من خمسة عقود.
وبدأت الخوجة رحلتها الفنية في أواخر خمسينيات القرن الماضي، في وقت كان حضور المرأة على خشبة المسرح أو في الاستوديو الإذاعي نادرا، لكنها استطاعت بشغفها ومهاراتها أن تثبت وجودها، لتصبح من أوائل الرائدات في مجال التمثيل في ليبيا، وسرعان ما أصبحت وجهًا فنيا مألوفًا وصوتًا مؤثرًا في مجالات المسرح، الإذاعة، والتلفزيون.
وعُرفت الخوجة بأدوارها التي تمس وجدان المشاهد الليبي، وبرزت بشكل لافت في مسلسل “الهاربة” بدور الأم المجاهدة، الذي شكّل محطة فارقة في مسيرتها الفنية وأكسبها شهرة واسعة.
كما شاركت الراحلة في عدد من الأعمال الفنية البارزة منها مسلسل “الكنّة” وفيلم “الطريق” (1972)، اللذان أظهرا قدراتها التمثيلية وتنوع أدائها.
ورغم التحديات التي واجهتها، واصلت الخوجة عطاءها الفني حتى السنوات الأخيرة، وكان آخر تكريم نالته في مهرجان الأفلام القصيرة بطرابلس عام 2024، تقديرًا لما قدمته من إبداع وإسهام في إثراء الثقافة والفن الليبي.
وبرحيل حميدة الخوجة، يطوي الفن الليبي صفحة من صفحاته المضيئة، وتبقى أعمالها شاهدة على إرث فني وإنساني سيظل حاضرًا في ذاكرة الأجيال.
ونعى العديد من الفنانين الليبيين والعرب رحيل الفنانة حميدة الخوجة، مستذكرين مسيرتها الفنية ومواقفها الإنسانية، حيث أعرب زملاؤها عن حزنهم العميق، وشاركوا عبر منصات التواصل الاجتماعي صورا وذكريات معها، مشيدين بتواضعها وصدقها الفني الذي كان دائما حاضرا في كل أعمالها.
من جهتها، أصدرت الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون بيان نعي رسمي، عبرت فيه عن أسفها العميق لفقدان إحدى أعمدة الفن الليبي، مشيدة بما قدمته من إرث إبداعي خالص، سيظل منقوشا في تاريخ الفن الليبي.