العربي الجديد-
أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، محمد تكالة، الخميس (07 ديسمبر 2023م) عن استعداده الكامل للمشاركة في أي حوار أو مفاوضات مع “شركائنا في ليبيا”. وفي مؤتمر صحافي عقب لقائه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أكد تكالة ثقته في تحقيق نتائج إيجابية في أي مفاوضات تُجرى في الأراضي المغربية.
وأشار تكالة إلى جاهزية المجلس الأعلى للدولة لبدء جولات جديدة من المحادثات دون تجاوز نتائج مفاوضات بوزنيقة. وأعرب عن ثقته في المملكة المغربية كقوة دافعة للعملية السياسية في ليبيا، مشيراً إلى توافقات ليبية حققتها مفاوضات بوزنيقة ولقاءات اللجنة المشتركة (6+6).
تكالة أكد أن الزيارة إلى المغرب تعكس الثقة في الدور المحوري للمملكة في تعزيز العملية السياسية. وأوضح أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في بوزنيقة تمثل إرادة ليبية تجاه الحلول الداخلية.
وأكد رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي قائلاً: “زيارتنا تُعتبر دليلاً على ثقتنا الكبيرة في المغرب وشعبه، ودورهما الحيوي في تعزيز العملية السياسية في ليبيا نحو الأمام”. وأشار إلى أن المغرب يتعامل مع جميع الأطراف بشكل متوازن وبتوجيه معتدل، مما يجعلنا واثقين من تحقيق نتائج إيجابية من خلال أي مفاوضات تجرى على الأراضي المغربية.
وأضاف: “ما اتفق عليه في بوزنيقة قد نلتف حوله واعتمدناه بشكل رسمي في جلسة موثقة في المجلس الأعلى”. وأكد في المقابل رفضه أي تعديلات تمت بعد اجتماع بوزنيقة، مما يبرز التمسك بالتفاهمات التي تم التوصل إليها في ذلك السياق.
وكان المغرب قد استضاف خمس جولات من الحوار الليبي بين وفدي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في بوزنيقة وطنجة في نهاية عام 2020. وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاق ينص على آلية تولي المناصب السيادية السبعة، وفقًا للمادة 15 من الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات عام 2015.
في 23 مايو الماضي، احتضنت مدينة بوزنيقة جنوبي الرباط في المغرب اجتماع اللجنة المشتركة المؤلفة من ممثلين عن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين (6+6)، حيث كانت المهمة الموكلة لهم هي إعداد القوانين الانتخابية. انتهى هذا الاجتماع في 7 يونيو الماضي، وتم الإعلان خلاله عن تحقيق “توافق” حول القوانين التنظيمية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عن رأيه، مشدداً على أنه لا يمكن تصوّر أي مستقبل مستقر في ليبيا دون إجراء انتخابات. واعتبر بوريطة أن إجراء الانتخابات هو السيناريو الوحيد الذي يمكن أن يسهم في إخراج البلاد من وضعها الانتقالي والتغلب على أزمة المؤسسات.
وفسر بوريطة أن المغرب يرى أن ليبيا لا تحتاج إلى تدخلات خارجية، وأن الليبيين قادرون على إيجاد حلول لبلدهم. وشدد على ضرورة أن “يستغل الفرقاء الليبيون كل الفرص المتاحة لإيجاد حلول ليبية”، مؤكداً أن المبادرات الليبية تكفل تحقيق ذلك.
وأشار إلى أن “المغرب لا يقدم أي مبادرة خارج إطار الشؤون الليبية وتحت مظلة الأمم المتحدة، بهدف منح أي حل ليبي شرعية دولية”. وأكد أن المغرب يرى دوره كشريك ملتزم بدعم الجهود الليبية.
وفسر أن “المغرب يعتبر المجلس الأعلى للدولة كمؤسسة، والتي تمثل جزءاً من اتفاق الصخيرات، شريكاً أساسياً لأي حوار”، مشدداً على أهمية دور كل المؤسسات الليبية في عمليات صنع القرار السياسي.
تأتي زيارة رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي إلى المغرب بعد حوالي أسبوعين من زيارة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي إلى الرباط، وذلك في إطار جهود للتوصل إلى تسوية حول قضايا الخلاف السياسي المتعلقة بتنفيذ العملية الانتخابية.