عربي 21-
طرحت الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا محمد تكالة إلى روسيا بعد عودته مباشرة من أمريكا بعض الأسئلة عن هدف الخطوة، وما إذا كانت استقواء بحلفاء دوليين لمواجهة نفوذ مجلس النواب ورئيسه، عقيلة صالح.
ووصل تكالة إلى روسيا برفقة وفد من المجلس الأعلى في زيارة غير معلنة، مؤكدا فور وصوله إلى موسكو أن زيارته إلى روسيا تأتي ضمن مساعي بحث سبل تسوية الوضع في ليبيا والتشاور مع الأطراف الدولية للوصول إلى إجراء انتخابات عامة في أقرب فرصة ممكنة، وفق وكالة الأنباء الروسية (تاس).
لقاءات متعددة
في حين أكد السفير الروسي في طرابلس، أيدار أغانين، أن “زيارة تكالة والوفد المرافق له بدأت الاثنين وتستمر 4 أيام وأنها جاءت بهدف عقد اجتماعات مع مسؤولين في مجلسي الاتحاد والدوما، وكذلك وزارة الخارجية الروسية، والإدارة الروحية لمسلمي روسيا، لمناقشة العلاقات الثنائية، والعملية السياسية في ليبيا، والوضع الإقليمي، والوضع الراهن في قطاع غزة، وفق وكالة “ريا نوفستي”.
وجاءت زيارة تكالة إلى روسيا بعد أيام قليلة من زيارة مماثلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاء عدة مسؤولين في الكونغرس والخارجية الأمريكية، لتطرح تساؤلا حول أهداف الزيارة لموسكو في هذا التوقيت وما إذا كانت تضر بالعلاقة مع تركيا.
روسيا لاعب أساسي
من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة وأحد أعضاء الوفد الذي زار أمريكا، محمد معزب إن “النهج الذي انتهجته القيادة الجديدة للمجلس الأعلى هو التواصل المباشر مع دول القرار وليس عبر وسطاء محليين أو إقليميين أو دوليين، ففي زيارتنا لأمريكا اكتشفنا الكثير من المغالطات تصل لهذه الدول عبر الوسطاء، والليبيون أصحاب القضية هم من يفهمون الأوضاع الداخلية الفهم العميق والصحيح”.
وأكد في تصريحات لـ”عربي21″ أن “فكرة التواصل المباشر مع الأطراف الدولية جاءت لتصحيح المفاهيم المغلوطة وطرح رؤية المجلس الأعلى مباشرة، وليس الأمر انتقاصا للدول الإقليمية أو تجاوزا للدور الذي تقوم به وإنما لقطع الطريق أمام من يصطادون في الماء العكر ويحاولون تشويه شخصيات بعينها والتشكيك في مواقف وطنية جادة يمكنها أن تخرج ليبيا من أزمتها”، وفق قوله.
وحول المصالح مع روسيا الآن، قال إن “وجود قوات فاغنر في ليبيا يشكل علامة فارقة في تاريخ العلاقة بين البلدين، وروسيا بحكم هذا التواجد تشكل طرفا أساسيا في حل الأزمة الليبية ولا يمكن تجاهلها، أما العلاقة مع تركيا فهي حليف فعال وسبق أن قام وفد رسمي للمجلس بزيارتها ولقاء الرئيس أردوغان”، بحسب تعبيره.
ضمان البقاء في المشهد
في حين، قالت عضو هيئة صياغة الدستور الليبي، نادية عمران، إن “ما نشاهده من تحركات دبلوماسية ولقاءات وآخرها اللقاءات المرتقبة لرئيس مجلس الدولة في روسيا كلها تدور في إطار الضغوطات التي تمارسها بعثة الأمم المتحدة لعقد اجتماع الكبار كما تسميه، لحلحلة الإشكاليات المعطلة للعملية الانتخابية”.
وأشارت عمران في تصريحها لـ”عربي21″ إلى أن “هذه المبادرات والحلول تحاول من خلالها هذه الأطراف إيجاد نوع من التوافق مع كل المتنفذين في الأزمة الليبية وحلول شرط أن لا تقصيهم بل تضمن استمرارهم في المشهد مع إدراك البعثة التام أن الحل لا يمكن أن يكون عبر المسيطرين في المشهد في ليبيا، لذا فإن كل ما يحدث من زيارات ولقاءات هو استماتة للبقاء ولتذهب المبادئ ومصالح الشعب للجحيم”، وفق تعبيرها.
إطاحة بالتوافق وقوانين الانتخابات
المتحدث السابق باسم المجلس الأعلى للدولة والمحلل السياسي الليبي السنوسي إسماعيل الشريف قال من جانبه إن “تكالة حينما فاز برئاسة المجلس تحالف مع كتلة معارضة للتوافق مع مجلس النواب وانتقل من تيار التوافق إلى تيار التأزيم الرافض لإجراء الانتخابات وهذا ما جعله يعلن مواقف مناقضة لمواقفه السابقة”.
ورأى أن “تكالة يحاول التفلت من التزامات مجلس الدولة حيال التشريعات النافذة التي أصدرها مجلس النواب بموافقة مجلس الدولة بحسب التعديل الدستوري الثالث عشر المتفق عليه والقوانين الانتخابية الصادرة من اللجنة المشتركة 6+6 بين المجلسين”، وفق رأيه.
وأضاف لـ”عربي21”: “حاول تكالة خلال زيارته للولايات المتحدة أن يبحث عن طريقة لإقناع الإدارة الأمريكية بنقض القوانين الانتخابية لكنه لم يجد آذانا صاغية في واشنطن ما حدا به إلى التوجه إلى موسكو لعله يجد من يقتنع برؤيته التي تدفع في اتجاه إطالة أمد الأزمة الحالية وتطيح بالتوافق الواقعي الممكن حول القوانين الانتخابية”، كما قال.