*كتب/ هشام الشلوي،
حافظت السعودية في القرن العشرين على بكارتها ضد موجات التغريب التي اجتاحت العالم العربي.
العالم العربي جرى تغريبه وليس تحديثه بسبب مباشر من الاستعمار الغربي بداية، ثم بقوة وغشم أنظمة شمولية فاشية عسكرية غاشمة في مر حلة تالية لمرحلة الاستعمار.
وجه الشبه بين السعودية وبقية العالم العربي أن قرار التغريب والمحافظة كان بقرارات فوقية، من الاستعمار والأنظمة العسكرية في عالمنا العربي، وبتحالف متين بين آل الشيخ وآل سعود في المملكة.
بحكم وجود المقدسات الدينية؛ الحرم المكي ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت الشرعية الدينية التي تستمد أدبياتها من الحكم الأموي هي الأنسب لهذا التحالف.
إذن نحن في الحالتين أمام تغريب ومحافظة بقرار علوي فوقي ليس لحركة المجتمع فيه نصيب أو أثر حقيقي.
في المملكة جرّ ملوك ما قبل محمد بن سلمان بتحالف متين مع آل الشيخ الناس والمجتمع جرا من رقابهم وأذيال أثوابهم وإرغامهم وإجبارهم على مسلكيات محددة.
تشددت المؤسسة الدينية على عامة الناس وتساهلت مع الطبقة الحاكمة استنادا إلى فقه أموي صارم ومتشدد ورافض أي معارضة للحاكم أيا كانت مسلكياته في رقاب الناس والمال العام.
بدون حاجة إلى الفقه الأموي غرّب الشموليون والفاشيون من الطبقة العسكرية العربية المجتمعات قصرا باستخدام أدوات السلطة والدولة الغاشمة.
يعود محمد بن سلمان إلى سيرة الفاشيين العرب وبالتحالف مع عائلة آل الشيخ الشريك التقليدي في حكم المملكة إلى جرّ الشعب السعودي نحو موجة من التغريب بالأدوات الفاشية التقليدية.
ويصور إعلام المملكة أن الشعب تلقف قرار السلطة العلوي بفرح عارم واندماج غير مسبوق كرد فعل على مرحلة التضييق السابقة، ولا أدري حقيقة إن كان ذاك التصوير دقيقا أم لا؟
في الحالتين العربية الفاشية وفي مرحلتي المملكة الدينية والتغريبية فإن القرار علوي فوقي سلطوي، والمجتمعات ليست إلا مفعول به لا فاعل.