* كتب/ إسماعيل إبراهيم،
قريبا ستتلاشى الضجة الأمريكية، وتتلاشى معها الشماتة، وسيعيد النظام الأمريكي ترميم صورته كما في أزمات كبرى سابقة، وتعود الدولة الأكثر توحشا في العالم
لأن الولايات المتحدة وكل النظم الرأسمالية تعيد تجديد نفسها، بإجراءات كثيرة وفائية كالعلم والقانون والإعلام، والمال والقوة الناعمة، عكس النظم الشمولية التي تلجأ للعنف الفج المباشر وتتداعي مع الزمن.
لقد تم فورا إصلاح العبث والفوضى، وسَجْن من جلس علي كرسي رئيسة النواب، واتخاذ إجراءات صارمة من بينها تغيير الرموز لشفرة الأسلحة النووية وسحبها من ترامب،،
لكن، ماذا عنا نحن؟
سوف نكتشف أن الواقع الحقيقي نفسه لم يتغير، وأننا بلا نظام ولا ديمقراطية ولاعدالة بل حتى ولا حياة..
وأن الواقع الافتراضي المضخم عبر وسائل الإعلام وتصوير مرضى وأبناء شوارع دخلوا الكونجرس كيوم قيامة قد تلاشى، لنواجه نحن واقعنا الحقيقي الكالح كما هو ولن تنفع مشاعر التنفيس العابرة.
علينا العودة لإصلاح شبكة الكهرباء والمجاري، ورفع النفايات في الأقل، وتأمل واقعنا الحقيقي وليس الافتراضي، ونتوقف عن التحليل والفرح التخيلي، لأن الذين دخلوا بقرون الثيران في الكابيتول الأمريكي سيعودون غدا لنا بأناقة تامة ووجوه
حليقة معطرة وخطاب أنيق..
