رأي- هل (1 + 1 = 2)؟
* كتب/ يوسف أبوراوي
أزعم أن الإجابة تعتمد اعتمادا كبيرا على من سيقوم بالعملية.. فالناس هنا قسمان:
.
– القسم الأول: العادي الطبيعي البسيط :
سيجري العملية بكل بساطة وسيستغرب أصلا من هذا السؤال وكيف تتم إضاعة وقته في التفكير فيها؟ فالحياة فيها الكثير غيرها لنفكر فيه.
.
– القسم الثاني : المعقد:
عند هذا الصنف من الناس يجب تعقيد كل بسيط.. فمثلا هذه العملية يجب أن تمر على ثلاث مراحل:
— المرحلة الأولى: يتم فيها اختيار كل (1) بحرص شديد، فيجب أن يكون هذا (1) خاضعا للمواصفات العالمية، ويجب أن يكون ماركة لها اسم معروف، ويجب أن يعلم الناس من الأقارب والجيران بأننا حصلنا عليه، ويجب عرضه لفترة من الزمن قبل استعماله، ويجب أن يعلم الناس مقدار الشطارة والعلاقات التي مكنتنا من امتلاكه، ويجب أن يحسوا بالمعاناة لأنهم لا يمتلكون مثله .
— المرحلة الثانية: مرحلة إجراء عملية الجمع وهنا يجب أن يرافق الأمر باحتفالات كبيرة إعلانا عن العملية، وإطلاق كثير من البخورات وقراءة الرقى حتى لا يتم حسدنا على هذا الإنجاز الكبير ، ثم النظر بإعجاب لأنفسنا لما نقوم به من جهد لا يستطيعه كل أحد، وبالتالي نظرة بالدونية والاستحقار لغيرنا التافهين الذين لن يستطيعوا أن يقوموا بمثل أعمالنا.
— المرحلة الثالثة: بعد إتمام العملية واكتشافنا أن لم نحصل على (2) كنتيجة طبيعية لـ (1+1)، بل أن غالب ما يحصل عليه هؤلاء هو (0).. هنا يبدأ التبرير واستعراض عشرات التبريرات والأبحاث العلمية التي تبين أن ما حصلنا عليه هو الصحيح، وأن ما يحصل عليه باقي البشر خاطئ، و هو السبب في مشكلة الأوزون وازدياد مستويات التلوث في البحار، وحتى في ذلك الخدش في هيكل سيارتي المميزة..
إن هذا الصنف الأخير من البشر يقضي نصف عمره يخطط للتفاهة، والنصف الأخر في تبرير فشله في إنجاز تلك التفاهات، لا تضيع وقتك معهم ولا تحاول إقناعهم بشيء، لأنك ستكون في نظرهم مجرد حاسد وكاره للنجاح.. أحسن الحلول أن تبتعد وتجري عملياتك ببساطة ووضوح واستمتاع !!