رأي- هل التطور علم أم دين؟
* كتب/ محمد بن نصر
الإلحاد إلى الشيء هو الميل إليه.. والإلحاد بالشيء هو الطعن فيه.. هذا حسب تفسير معجم الدوحة التاريخي..
أما نظرية التطور فهي نظرية علمية بحتة لا تطعن في الدين ولا تميل إليه ولا عنه ..
ربطها بالدين وإدخالها في صراعات التدين بسبب قصة بدء الخليقة الموجودة في الكتاب المقدس الذي يجمع التوراة والإنجيل وهو كتاب المسيحيين البروتستانت..
وربطها بالإلحاد بالدين عند بعض المسلمين ليس بسبب طعن النظرية في الإسلام ولا في القرآن الكريم.. فالنظرية لا تطعن من قريب ولا من بعيد في الإسلام.. ولا يوجد كلمة واحدة فيها عن الدين أساسًا ..
ولكن لأن كثيرًا من المفسرين المسلمين في محاولة فهمهم لكيفية بدء الخلق نجدهم يتخذون الإسرائيليات منهجًا ومصدرًا لهم، ويستشهدون بها في تفسير القرآن، رغم أن غالب المسلمين يعتبرون كتب المسيحيين واليهود كتبًا محرفة!.. فكيف يحاولون فهم بداية الخليقة بالذات من خلال أساطير التوراة المكتوبة التي يعتبرونها محرفة.. وبعدها يجعلون هذا الفهم هو مقياس التدين من الإلحاد عن الدين..
رغم أن الله تعالى يقول “قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق” وهذا يبين لنا بوضوح وجلاء وإطلاق الحرية الكاملة في موضوع البحث في بداية الخلق بدون أي حرمانية دينية، أو تشكيك في تدين البحّاث والعلماء في هذا المجال؟ بل ربما بهذا يعتبرون من المتدينين جدًا لأنهم يأخذون بنَص هذه الآية الكريمة!
ولكن للأسف نجد نفس المفسرين المتعصبين للتوراة والإسرائيليات يشككون في إسلام كل عالم أو باحث في الكائنات الحية، أو الجيولوجيا، أو علم الأحافير (أركيولوجيا)؛ لأن نظرية التطور أساس من أساسات علوم الأحياء وكل تفرعاتها وتقاطعاتها ..