رأي- ناقلة نفط مثقلة بالذنوب..
* كتب/ محمود أبوزنداح
لم تستوعب الحالة البشرية فكرة الحكم الرشيد للحاكم من خلال قراءة التاريخ واسود بها الحال عند أول عملية انتخابية تحدث فيكون الحاكم الأبعد عن التواضع والزهو ويصبح في تصاعد عمودي نحو قمة الغرور والكبر.
ظهر فيروس لا يمكن وصفه إلا بالمعجزة العلمية بالدول التي أفسدت السلوك البشري بسلوكها القمعي التسلطي وصولاً إلى أفعال تعارض وجود الله، انتقل من بلد إلى بلد، من الأشد غروراً إلى الأكثر تواضعاً يعلن عن التحدي الإنساني والعلمي والكياني لمن أوصل العالم إلى أقوى الصناعات وأعلى الأبراج وأقوى الأمصال، فأين العلاج؟! إذا لم نكن تحت رحمة الخالق فهو الذي خلق الداء وصانع الدواء.
أظهر الوجه الحقيقي لجميع دول العالم حتى وصلت إلى حد سرقة المعدات الطبية وهي في الجو، وأغلقت الأسواق وأصبح الكساد الاقتصادي هو السائد، الذي لا ينتج يبقى مستهلك وثقيل أمام انتظار رحمة المنتج الذي يبحث مسالة حياة مواطنيه قبل الغير .
انكماش السوق يجعل الحلول ضيقة أمام دول ضعيفة متخلفة قبل ظهور الأزمات وأصبحت بفعل رؤسائها الكارثة الأكبر على شعوبها المضطهدة فلا يمكن تغيير الحاكم الذي وقع على الكراسي مدى الحياة الا بالثورة ولا يمكن تغيير محافظ ليبيا المركزي إلا بدعاء المظلومين.
قرار أكبر منتج للنفط في العالم هو قرار شمشوني طاغ أمام شعوب المنطقة فيصبح القرار الأفضل عالميا بفضل آلته الإعلامية ولكن يبقى عند العالم عبر الصحف والمطبخ السياسي قرار أهوج من أحمق قد انتقل ببلده والعالم العربي من حالة النزيف إلى الموت البطيء.
كل الصحف تصف قرارات هذه الدولة من حالة الإيمان المقدس برعاية الحرمين إلى بيوت الخمر والميسر وحماية السلوك المشين ووضع العالم بالسجن القاسي، ضرب بيد من حديد على كبار العلماء وطرد الناس من مساكنهم قتلاً وعدواناً في بلد شهد أعظم فتح في التاريخ وبنفس الأرض فرض الجهاد عن النفس والأرض والعرض
ازدهر الظلم حتى وصل إلى التسلط على الناس وأيضا الأمراء والأغنياء فقد صدق هذا الحاكم نفسه بأنه شمشون كوريا ولَم ينظر بتمعن أمام المرأة حتى يرى حقيقة البقرة الحلوب، قد فاق حليبها الإنتاج الطبيعي وأصبح ينتج ما يطلبه البيت الأبيض الذي قبض على (الدرع) المصباح السحري
وترك العالم ينتظر خروج علاء الدين.
أصبحت ناقلاتها العملاقة محملة بملايين النفط تجوب أعالي البحار تبحث عن مستورد دون جدوى ودون تصريف، لا تبقى حالة الحرج تأتي من أمريكا الحليف مثل كل مرة؛
السلوك الأهوج يدفع ثمنه العرب جميعا. وليست دولة سلول التي لم تفعل إلا تصدير النفط على مدى تاريخها الطويل ولَم تقم بصناعة إبرة، عكس دول صغيرة أصبحت خلال عشر سنوات عضو في تحالف الناتو وصناعتها العسكرية والغذائية هي الأفضل دون منازع في المنطقة ودون وجود نفط.
وقع العالم في حيرة ولكن حيرة العرب تبقى صنيعة أنفسهم فغلق النفط هنا وأغلق المحافظ مِن هناك الاعتمادات وأغلقت الأسواق العالمية عن تصدير الكثير من الأشياء فتبقى الأحمق في مكانه يتخذ قرارات أكثر حمقاً في المستقبل ويموت الفقير والتعيس ويبقى الدعاء معلقاً بين الأرض والسماء وأيضا ناقلات النفط محملة بالذنوب تجوب البحر باحثة ً عن السعادة
التي لن تكون إلا عند الفقراء..