* كتب/ هشام الشلوي،
لا أدري ما هي الحقوق التي دعا الدبيبة، المرأة، إلى الشراسة في المطالبة بها!
في المجتمعات المتخلفة، خاصة تلك التي عاشت ردحا طويلا مكممة الأفواه، ثم خرجت إلى الفوضى، تتجه النخب والناس جميعا إلى تشطير المسائل التي حقها الجمع والترتيب.
ما يحتاج الناس للبحث عنه هو حقوق المرأة والرجل سواء بسواء، حقهم في العيش الكريم، حقهم في اختيار السلطات ومحاسبتها، حقهم في الدفاع عن أنفسهم ضد همجية الفوضى، التي لا تفرق في الجنس بين ضحاياها.
وإذا ما توجهنا إلى الأجزاء الرفيعة في المسألة لفحصها، نسأل: ما هي الحقوق التي تستوجب شراسة من المرأة لانتزاعها؟
لم تنشأ في ليبيا معارك فقهية على قيادة المرأة للسيارة، وهي تتقلد المناصب التشريعية والتنفيذية والقضائية منذ زمن بعيد.
أعرف الكثير من الرجال لا يمضون أمرا، عظم أو صغر، إلا بمشورة أهل بيته، إن لم يكن بأمر خالص.
القصد من كل ذلك، هو أن ندع الناس تسوس بيوتها كيفما ترى وتشاء، فمن رأى أن يسلم قيادة أمره للمرأة، سواء أكانت زوجة أو أم أو أخت، فله ذلك، ومن يرى أنه “سي السيد” وأهله راضون، فله ذلك.
اعتدنا منذ زمن طويل على إشغال عقولنا بالتوافه من القضايا، لصالح إما الاستبداد أو الفوضى.
وليست هناك معارك يجب على المرأة أن تشعلها ضد الرجل، ولا معارك للرجل ضد المرأة، ما نحن فيه من جدل عقيم، هو من رواسب عقود الشمولية، وما نحن فيه أيضا الآن هو من أثر عهد الفوضى.
إذ كانت هناك معركة أو معارك، فهي للرجل والمرأة معا، ضد التخلف والاستبداد والفوضى، وما عدا ذلك فهو لهو فارغ لا يسمن ولا يغني.