* كتب/ عطية الأوجلي،
على مدى السنوات العشر الماضية كانت هناك اجتماعات ومؤتمرات ولقاءات لا تعد…. متصلة أحيانا.. وأحيانا أخرى متقطعة ولا علاقة لها بسابقاتها… لكنها كلها ترفع شعارا واحدا… المصالحة الوطنية. وهو شعار جذاب وجميل وله رنين ساحر على الأذن… ومكان أثير في القلب.
لكن رغم جمال الشعار فإن هناك مساحة من الغموض لا بأس بها تحيط به…. المصالحة بين من ومن… ولماذا… ما الذي تسعى إليه؟.. هل هي بين الأطراف المتصارعة.. أم بين الأطراف المختلفة؟.. هل تسعى لعفو عام عن كل ما جرى من أهوال في هذه البلاد؟… أم مجرد تسوية وتقسيم للسلطة بين الأقوياء؟
البعض يقول إنها بين أنصار سبتمبر وأنصار فبراير… لابأس… لكن من سيحدد أنصار هذا الفريق أو ذاك؟ هل كل من تولى منصبا أيام نظام ما يعد من أنصاره؟ … هل مثلا مصطفى عبدالجليل أو عبدالرحمن شلقم من أنصار النظام السابق؟ وهل الطاهر الجهيمي أو فرحات بن قدارة أو عبد الحميد الدبيبة من أنصار فبراير لأنهم تولوا مناصب بها وعملوا تحت رايتها؟ … ثم ما الذي يجمع أنصار سبتمبر؟ أو يجمع أنصار فبراير وهم قد اختلفوا بل وتقاتلوا عند بعض محطات النزاع؟
أخيرا… ما الذي سينتج عن هذه المصالحة؟… هل عناقات ورفع أيدي وهتافات مشتركة؟ أم اتفاق سياسي جديد؟ أو خارطة جديدة؟ أم ماذا؟
لا أشكك في نوايا أحد …. بل أشكر كل من ساهم في دفع عجلة المصالحة… ولكني أؤمن بأن وضوح الأهداف والغايات والسبل هو شرط أساسي لنجاح أي قضية… فما بالك بقضية صعبة وشائكة… كالمصالحة الوطنية.