رأي- مذكرة أم اتفاق أم …بحر مالح!!
* كتب/ محمود ابو زنداح
asd841984@gmail.com
هي نقطة في بحر عميق من الخلافات بين الإخوة الأشقاء والإخوة الأقارب وإن كانت لغة المصالح هي التي تصل بالعدو وتقطع الحبيب وتبعده ..
امتدت اليد من أعماق البحار تبحث عن منقذ كان هو أشد حرصاً على إنقاذ نفسه، الخيوط بدأت واكتملت تشابكا حين وقّعت مصر مع الكيان الصهيوني واليونان فيما سبق على رسم البحر وفق مصالح تلك الدول، التي اتفقت ضمنياً على استعباد ليبيا ومشاكلها وعزل تركيا وإغلاق المجال عليها .
لم تدع الأخت الكبرى في منطقة جارتها الأكبر مساحةً من حيث طول شاطئها وأيضا التاريخ برسمها خط الموت البحري حول من يعتدي على حقوق ليبيا وبالأخص أعالي البحار .
جاءت مذكرة التفاهم بين ليبيا وتركيا كحبل إنقاذ للقمقم التركي حتى يخرج من العنق، ويعلن عن نفسه في أعالي البحار، وأيضا انفراجة لحكومة الوفاق حتى تستريح مِن طيش الساسة لدى الإخوة الأعداء .
مع ارتفاع أصوات من رموا شباك صيدهم في بحار الغير، أصبح إلزاما أن تتطور المذكرة وتصبح اتفاقية مقرة من قبل الجهات المخولة .
لم يكن الطيش فقط هو العائق بل أصبح مرضاً قد أسرعت الاتفاقية بالبوح به، فقد تسارعت الأحداث والحوادث بعد الاتفاقية من قتل وضرب أكثر للأماكن المدنية من قبل شركاء حفتر في تفسير واضح وجلي، تحرك عقيلة صالح وتضاربت تصريحاته في أكثر من مكان غير ليبيا دون جدوى حتى وصل به الأمر إلى اليونان (المفلسة والمقرصنة) وطلب منها الوقوف معه ضد مصالح بلاده مع الوعود بأنه سقف مع اليونان (العزة) ..
للأسف هذا الاتفاق الذي أضر كثيراً بمصالح “إسرائيل” ورد أجزاء كثيرة مِن مصالح مصر إليها، والتي تقدر بأكثر ب42 ألف كم2 قد أطلق العنان لتتحرك مصر داخل أروقة الأمم المتحدة بالاعتراض على الاتفاق (حيص بيص)، ولَم ترهق نفسها بسؤال شريكتها “إسرائيل” عن رأيها كما جرت العادة.. هل اكتفت هذه المرة بأخذ الموافقة ضمنياً منها؟..
يبقى الشيء المؤكد أن البحر مالح دون اتفاق.. وشراباً هنيئا لمن أكثر العواء.