
* كتب/ خالد الجربوعي،
المملكة مرحلة وانتهت بكل خيرها وشرها، وأصبحت تاريخا وماض.. الجماهيرية فترة مرت وانتهت هي الأخرى بكل ما لها وما عليها واصبحت من التاريخ..
فبراير نجحت في إسقاط القذافي وعجزت عن تغيير نظامه بشكل فعلي، خاصة على مستوى السلطات الوسطى التي مازالت تعمل وتسير بنفس العقلية والفعل، مع فشلها في إنتاج دولة قانون ومؤسسات، والمحافظة على الوطن ووحدته..
والملك ادريس والقذافي أصبحوا في ذمة الله ولا عودة لهما.. فديسمبر وذكراه وسبتمبر وفاتحه وفبراير وأحداثه كل هذه الشهور والتسميات والأشخاص وأتباعها يجب أن يدركوا أن العجلة لا تعود إلى الخلف، وأن ما ذهب لن يعود.. لهذا عليهم جميعا إدراك أن ليبيا هي الباقية، وأن من يهمه الوطن فعلا ويريد المحافظة عليه، يجب عليه أن يجعل كل تلك المراحل عبرة له وتاريخا من حقه الفخر به أو التمرد عليه، حسب موقفه منه ومن أحداثه ونتائجه.. ولكن ليس من حقه أن يدمر الوطن من أجل إعادة إنتاج أي من تلك السلطات ولو على حساب البلاد والعباد.. فاتركوا كل هذه المراحل وابحثوا عما يجمع الكل في وطن واحد، يكون للجميع دون إجحاف أو تمييز بين أبنائه ومدنه ومناطقه وقبائله.
أما العناد والبحث عن أسماء أو سلطات انتهت وانتهى دورها فلن يزيد الوطن إلا تمزقا والمواطن إلا معاناة.. فمن يريد بناء دولة وإنقاذ وطن وتحقيق عدالة واستقرار عليه أن يضع مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار.
ومن يريد دولة حقيقية فوق كل الأسماء والشهور والأحداث والمناسبات عليه أن يجعل ليبيا فوق الجميع لتكون عنده أكبر من الجميع، أسماء وشهورا ومناسبات وأحداثا.
فلتكن ليبيا أكبر من المملكة وملكها، وأكبر من الجماهيرية وقائدها.. ولتكون ليبيا أكبر من كل من يريد أن يحكمها من جديد بشكل فردي وعائلي وكأنها ملك شخصي له، يجب أن تترك لشعبها ليقرر مصيرها ومصيره.
فلتكن ليبيا أكبر من حفتر وكرامته وأبنائه.. ولتكن أكبر من فبراير وأحداثها وثوارها وشخوصها وسلطات الأمر الواقع المنتشرة على طول البلاد وعرضها.. لتكن أكبر من كل السلطات والمناصب والكراسي.. فلتكن أكبر من البرلمان وأعضائه.. وأكبر من الاستشاري وأصحابه.. وأكبر من الرئاسي وأوهام شخوصه.. وأكبر من الحكومات في كل البلاد وأسمائهم..
فلتكن ليبيا أكبر من كل الثروات والأموال نفطا وغازا وضرائب وغيرها.. ولتكن أكبر من كل القبائل والعائلات والحكماء والأعيان وخبراء الوهم واصحاب السلطة والجماعات المسلحة وسلاحهم وأهدافهم وأسمائهم..
فلتكن ليبيا أكبر من الجميع وللجميع..