* إسماعيل إبراهيم،
الكثير من المحللين والمدونين في حالة يرثي لها، فهم يتكلمون كثيرا ويغرقون أكثر في تفاصيل لا طائل منها، بل تبعدهم عن الواقع والذي يرفض البعض التعامل معه ويفضل اللجوء إلي عالم الخيال.
نحن لا نتعظ ولا نقرأ التاريخ وتجارب الأمم قراءة معمقة
وهو أمر مكلف جدا لشعوب ليس لها في الإنتاج الأدبي والثقافي شيء.
في إحدى جلسات الاستجواب في الكونجرس الأمريكي منتصف الثمانينات من القرن الماضي وصف أوليفر نورث مستشار الأمن القومي الأمريكي معارضي الأنظمة الدكتاتورية (بأنهم لا يصلحون لأن يكونوا ماسحي أحذية) فما بالك بتولي مناصب عليا في دولة وليدة..
الخطأ القاتل والتي وقعت فيه أغلب الثورات على مر التاريخ باستثناء الثورة الأمريكية هو.. محكمة عليا مستقلة تكون حكما على الجميع وهو ما أنقذ أمريكا أثناء الحرب الأهلية .
الحديث عن حوار سياسي من بوزنيقة إلى تونس وتسمية أطراف بعينها أو تيارات وتجاهل الآخرين لا يسمن ولا يغني، وهو حديث السذج.. وقف إطلاق النار نجح منذ شهور ولازال صامدا باتفاق تركي روسي، فتح الحقول والموانئ جاء بضغط أمريكي ووفق ترتيبات دولية، ولم يكن للدور الليبي فيها شيء سوى التوقيع، مثل ما حدث تماما في المسار العسكري، والمسار السياسي يسير أيضا في هذا الاتجاه..
إذا النظر إلى الملف الليبي كان منذ البداية لدى الدول العظمى
إننا في متاهة وليس أزمة والحل لا يأتي من داخلها، بل بكسرها من الخارج .
الانتخابات حل لكل الإشكاليات ضرب من الخيال، هي خطوة في طريق وعرة لا بديل عنها، لا وجود لضمانات بأن القاعدة أو السلطة الاجتماعية التي انتخبت هؤلاء ستعيد إنتاجهم وربما أسوأ..
العلاج يبدأ من القاعدة ولكنه يستغرق زمنا، ونحن شعب يعشق السرعة، المتهورة طبعا، وليس في آلية ضبط الوقت، إذا المعادلة الصفرية لازالت قائمة..
بدون مساعدة خارجية حقيقية ومن دولة عظمي تحديدا، نحن بحاجة لمعجزة للخروج من هذه المتاهة.