* كتب/ عطية الأوجلي،
كل الأزمات تبدأ بانحرافات صغيرة تم السكوت عنها… المحاصصة في المناصب التنفيذية كانت إحداها… وحتى بعد أن اثبتت فشلها يبدو أن البعض لا زال يصر على تكرار هذه التجربة البائسة..
المحاصصة تكون في الهيئات التشريعية التي تسن القوانين وتراقب وتحاسب الحكومات.. وبالتالي لا بد من أن يوجد تمثيل في البرلمان لكافة مكونات الشعب.. من عرب وأمازيغ وطوارق وتبو.. ومن كل المدن والقرى والواحات.. من الرجال والنساء.. من المهن والنقابات.. من أصحاب الاحتياجات الخاصة.. وغيرهم.. حتى يتمكنوا من إيصال صوتهم والدفاع عن حقوقهم.. هذا أمر مشروع ومستحب.
أما المناصب التنفيذية فهي مناصب تحتاج إلى خبرة وكفاءة وصفات شخصية أقلها النزاهة واحترام العمل والعاملين.. تحتاج إلى أناس لديهم رؤية ومقدرة على التخطيط والقيادة والتغيير.. ويجب أن يتم التعاطي معها على هذا الأساس إن أردنا الخروج من مأزقنا.
هل يعقل أن يتم تعيين وزير للصحة على سبيل المثال لشخص لا يملك الخبرة ولا الكفاءة سوى أنه ينتمي لمدينة أو قبيلة معينة!.. وهل يعقل أن نرهن مستقبل أطفالنا لوزير تعليم أتى ترضية ونتيجة صفقة ما في مربوعة ما …!!!
باختصار.. المحاصصة قائمة لأن غاية أصحابها هو نيل المكاسب وتقسيم الغنائم.. وليس بناء دولة.. المحاصصة لن تحل أزماتنا بل ستجعلها أكثر تعقيدا.