* كتب/ حسين المرابط،
قَبِلنا بأن نكون مكب قمامة أوربا، فهل علينا أن نقبل -أيضا- أن نكون حراسها…؟
إلى متى وهذا الشعب المسكين، على الرغم من ثراء بلده، يلملم قمامة أوروبا وسياراتها المعطوبة ويستوردها بالعملة الصعبة؟ والأدهى من ذلك وأمر أنه شرع في لملمة قمامة الخليج أيضا. لا أدري هل من هم في السلطة لهم دراية بذلك، أم أنهم غارقون في سباتهم لا هم لهم سوى أرباحهم؟
في فرنسا، لكي تتخلص من سيارتك التي تجاوزت الخمس سنوات من العمر، عليك أن تدفع ما يقرب من 300 يورو، لكي يأتي وكيل الخردة ليستلمها منك لإعدامها..
منذ أشهر اتصلت بوكيل الخردة في مدينة بيزانصون لكي يأتي ليأخذ سيارتي السيتروينC5 تامة الكماليات، موديل 2010، لرفعها للمكب طلب مني سداد الرسوم أولا، ثم جاءها برافعته وصندقها بآلة الضغط حتى جعلها كصندوق صغير ونقلها إلى المكب لصهرها وإعادة تدويرها.
اليوم وضعت أوروبا خطة لعام 2030 لتتخلص من آخر سيارة تشتغل بالوقود لتستبدلها بمركبات تشتغل بالطاقة الكهربائية، حفاظا على بيئتهم من التلوث.
في لقاء متلفز مع أحد المسؤولين الفرنسيين سألته المذيعة عن كيفية التخلص من هذا الكم الهائل من المركبات بما فيها أحدث الموديلات، التي ستصبح بحلول عام 2030 غير مسموح لها بالتجوال في أوروبا، فأجابها؛ بأنهم ليس لديهم حل سوى، الإعدام أو تصريفها إلى مكب القمامة في الدول المتخلفة، وبالطبع يضع في ذهنه ليبيا أكبر مكب لأوروبا …
وبعد هذا يأتي من يقول لك: إلا كرامة الليبيين، مازال خليتوا فيها كرامة بعد ما وصلتونا إلى هذه المرحلة؛ مكب قمامة أوروبا، يا أغنى دولة في القارة السمراء؟!