الرئيسيةالراي

رأي- قصة فساد في عهد الملك إدريس

* كتب/ عمر الفيتوري السويحلي،

تروي هذه القصة عن فساد كان منتشرًا في عهد الملك إدريس السنوسي، وكيف كان الملك نفسه على علم به.

يقول الراوي، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الشيوخ، إنه كان يتولى إدارة جلسات المجلس في غياب رئيسه. وكانت من أهم مهامهم محاسبة رئيس الحكومة ووزرائها، وكان يستدعي أي وزير يطلب الأعضاء مساءلته.

في الوقت نفسه، كان شريكًا في شركة مقاولات ليبية متخصصة في مشروعات البناء الكبيرة. وكان شريك رئيسي لهذه الشركة هولندية متخصصة في بناء الموانئ، تعرف عليها الراوي عن طريق صديقه المستشار القانوني لهيئة قناة السويس.

عندما أعلنت الحكومة الليبية عن مناقصة لتوسيع ميناء طرابلس، زار الراوي وزير المواصلات، المسؤول عن المشروع، في مكتبه ليقدم له عرضًا من شركته.

بعد أن قدم الراوي العرض، لم يناقش الوزير التفاصيل أو الأرقام، بل نظر في الأوراق ثم سأل الراوي بشكل مباشر وصادم: “يا حاج ، شنو نسبتي في الموضوع؟”.

تعجب الراوي وصُدم من سؤاله، وردّ بتساؤل: “كيف كيف؟”، فأعاد الوزير سؤاله بكل بساطة: “شنو حسبتي معاكم؟”.

يُظهر هذا الموقف أن الفساد كان منتشرًا بشكل علني وصريح وكان الملك على علم بذلك، ولعل هذا يفسر سبب خطاب الملك إدريس الشهير في مدينة البيضاء عام 1968، الذي قال فيه: “قد بلغ السيل الزبى” نعم كان الملك يعلم بمدى تفشي الفساد في حكومته، وأشار بهذه العبارة إلى أن الوضع أصبح خطيرًا ولا يمكن السكوت عنه.

لقد كان هذا الخطاب دليلًا على رغبة الملك في إجراء إصلاحات، لكن انقلاب القذافي الذي وقع بعد عام واحد فقط من هذا الخطاب أوقف أي محاولات للإصلاح، بل أمعن في تنميتها ونشرها حتي بلغت إلي ما وصلنا إليه اليوم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى