
* كتبت/ مروة جمعة الطيّف،
ماذا عن دولة لا تحمي نساءها؟ تيتم أطفالها؟ ويجوع شعبها؟ وأموالها تؤكل من أطراف لا ذمة لها؟
ليس غريبًا أن يحدث كل هذا حين نعيش في دولةٍ منقسمة المؤسسات، تحكمها أيادي الميليشيات، ويتصدر مشهدها وزراء اختلسوا المال العام، فيما يعمّ الفساد كل زاوية من زوايا الدولة، ويتحوّل اقتصاد الجريمة إلى حديثٍ لا نهاية له.
نعيش انفلاتًا أمنيًا خانقًا في وطنٍ غابت عنه القوانين والتشريعات، وصارت الجرائم تُرتكب في وضح النهار أمام أعين الناس دون ردعً لهذه الافعال.
جرائم تأتي حتى من أقرباء الدم، ثم تُطوى الأدلة بحجج واهية، كأن الحقيقة لا وجود لها، وكأن العدالة باتت ضحية أخرى تُساق إلى الصمت.
جرائم تُرتكب في حقّ الإنسانية، في حقّ شعبٍ أثقلته المعاناة، وشُوهت كرامته، وتزعزعت طمأنينته.
وتنتهي السنة بجراح مفتوحة، وذكريات لن يمحوها الزمن مهما طال.
لقد أصبح الوطن مكانًا يصعب العيش فيه؛
جميع الأطراف والمؤسسات منتهكة،
لا تعليم، ولا صحة، ولا أمن، ولا أمان.
والاستقرار حلمٌ بعيد،
والنجاح طريقٌ يملؤه الظلام لا يصل إليه إلا القليل… القليل جدًا.
الخنساء، وأماني..
امرأتان لا ذنب لهما سوى أنهما في دولة بلا سيادة… بلا أمان… وبلا عدالة..



