رأي- في التعامل الاعلامي مع كورونا
* كتب/ سيف الدين الطرابلسي،
التحدي الإعلامي الذي يمثله كورونا لا يقل عن التحدي الصحي، ليس هناك تقليد او قواعد إعلامية عالمية متوافق عليها في تغطية الاوبئة، و ما حجم المساحة التي تعطى في النشرات و الصحف لهذا الوباء الى جانب أحداث أخرى في العالم، أصبحت على خطورتها “اقل اهمية” امام الوباء، أو هكذا يبدوا.
وهذا يطرح عدد من التحديات التحريرية على وسائل الاعلام.
التحدي الاول يكمن في التعامل مع 3 أرقام، عدد الاصابات و عدد الوفايات و عدد المتعافين منه و النسب المئوية لهذه الأرقام.
و يبدولي من الخطأ نقل هذه الأرقام دون وضعها في سياقها الديموغرافي، على سبيل المثال من المنتظر أن تكون النسبة المئوية للوفيات في دول أوروبا الغربية أعلى من باقي دول العالم رغم الخدمات الصحية المتقدمة، و السبب هو أن هذه الدول تعاني من هرم سكاني مقلوب (نسبة الكبار في السن كبيرة). يعني بما هو متوفر من معطيات اليوم يمكن الاستشراف أن نسبة الوفيات في المغرب العربي جراء كورونا ستكون أقل من أوروبا الغربية، تغييب السياقات من شانه خلق مخاوف اكثر من الواقع.
-التحدي الثاني، هو ذهاب جل وسائل الاعلام الى تقديم الحل الصيني كحل نموذجي في احتواء كورونا دون تنسيب و سياق، و هذا في حد ذاته خطأ. الحل الصيني صيني فقط، وحدها الصين قادرة عليه. الدولة الصينية تتابع كل مواطنيها بدون اي استثناء من خلال تطبيقات محلية، وهو غير متوفر لاي دولة، و لها حزب متواجد في كل شارع و حي قادر على تموين الناس و هم في بيوتهم. و بالتالي من الاجدر التفكير بشكل اكثر واقعية في الحلول الممكنة في باقي البلدان.
التحدي الثالث ، هو تحدي اخلاقي بالاساس، يمكن في المساحة التي تعطى لهذا الموضوع،
الى جانب كورونا هناك أحداث مهمة تقع في العالم تستحق الاهتمام و التنبيه على سبيل المثال وليس الحصر، الجراد الان في افريقيا الغربية ممكن يقود الى كارثة انسانية وارد انها تحصد أرواح اكثر بكثير من كورونا، الموضوع غائب تماما في الأجندات الإعلامية.