رأي- غسان سلامة سائق حافلة الأسرى
* كتب/ هشام الشلوي
الحملة المحمومة من أطراف ممثلة لحفتر وأخرى تدور في فلك حكومة الوفاق أو تغرد في الطرف القصي منها، على المبعوث غسان سلامة، مفهومة في إطار أن طرفي الصراع يحاولان تجيير موقف البعثة لصالحهم.
حتى أن كلاهما يتمنى على سلامة أن يقود حافلة يحمل فيها أسرى الطرف الآخر ويقلبها في طريق عودته لينجو بأعجوبة!
الموقف الأميركي الأخير في مجلس الأمن وإخفاق نيل المشروع البريطاني الرضا والقبول لدى بعض الخمسة الكبار يرفع الحرج عن سلامة، كما أن إجماع بعض الطرفين على رفضه يضعه في المنطقة الوسط أو الرمادية بالنسبة للطرف الآخر، وهو على كل حال غير أنه سلوك إنساني أولا في حالات الاحتراب الداخلي، وعربي بامتياز كما هي الحالة اليمنية أو السورية، إضافة إلى المزاج الليبي المتشكك حتى في حلفائه فما بالك بمبعوث دولي.
الموقف الأميركي الأخير أيضا في مجلس الأمن ليس مرتبطا بشكل مباشر بالملف الليبي، بل هو متعلق بتوازنات وحسابات دولية وإقليمية، لعل أبرزها هو التدخل التركي الداعم لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
من الصحيح أن التدخل التركي لصالح حكومة الوفاق سيوازن بشكل كبير الدعم المصري الإماراتي السعودي الفرنسي للجنرال حفتر، إلا أنه في الوقت عينه سيكون له اشتباكات أخرى خارجية، فالولايات المتحدة تشتبك مع تركيا في عدة ملفات أبرزها صفقة صواريخ إس 400 الروسية، وما تعلق بها من عقوبات أميركية على تركيا وتأثير ذلك على صفقة طائرات إف 35 التي أوقفت الولايات المتحدة تنفيذها لصالح تركيا.
ناهيك عن الاشتباك الروسي التركي رغم العلاقات بين البلدين، خاصة في الملف السوري وتعقيداته غير المتناهية.
هذا التعقيد الإقليمي والدولي يلقي بلا شك بظلاله على الملف الليبي، مما يعني أن مجرد إلقاء اللوم على غسان سلامة أو اتهامه بأنه سائق حافلة أحد الطرفين، يعني ذلك تجاهل هذه الحسابات الإقليمية والدولية المشتبكة. وهو يمثل مخرجا جيدا -أي اتهام سلامة- من مسؤولية الفهم أولا، والبحث عن حلول ثانيا.