
* كتب/ عمر السويحلي،
العالم يعيش في مرحلة دقيقة، حيث القوة لم تعد مرتبطة فقط بالقدرات العسكرية، بل أيضًا بالاقتصاد والسيطرة السياسية. الولايات المتحدة، باعتبارها القطب الأعظم في العالم، تمتلك ترسانة من أسلحة الدمار الشامل تكفي لتدمير الكوكب عشرات المرات، فكيف إذا وضعت بين يدي رئيس مجنون، لمسة زر منه تنهي العالم، إضافة إلى قوة الدولار التي تمنحه سلاحًا اقتصاديًا قادرًا على خنق أي دولة بخربشة قلم.
لكن ماذا يحدث بالفعل بعد أن أصبح على رأس هذه القوة رجل مجنون؟ رئيس يهدد في الليل ويتلطف في الصباح، يخلط بين الدبلوماسية والاستعراض الإعلامي، ويتخذ قرارات مصيرية بناءً على نزواته الشخصية؟ يريد ضم كندا رغم إرادتها، ويسعى إلى شراء غرينلاند من الدنمارك كأنها مجرد سلعة، ويريد أن يسترد قناة بنما بالقوة، ويبني جدارا فاصلا على حدود المكسيك، ويفرض الرسوم الجمركية العالية على كل دولة لا ينسجم مع رئيسها، بل ويفكر في تحويل غزة إلى منتجع فاخر بعد إفراغها من سكانها.
على الصعيد الأوروبي، يتخبط في مواقفه، يسحب الدعم الأمريكي عن أوكرانيا، ويفاوض روسيا على أراضٍ أوكرانية مقابل السلام الذي يراه، وليس السلام الذي ضحت من أجله أوكرانيا، بينما يهاجم أوروبا الغربية، الحليف التاريخي لأمريكا، معتبرًا أنها تشكل تهديدًا أخطر من الصين وروسيا.
عندما يحكم العالم شخص بهذه العقلية، يُصعب التنبؤ بأفعاله، و يصبح الاستقرار العالمي على المحك. القوة بلا حكمة تتحول إلى فوضى، والقرارات المتهورة قد تغير موازين القوة بطريقة لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
يدعي هذا المجنون أنه سيكون رجل سلام، تُرشحه منجزاته في القضاء على الحروب لينال جائزة نوبل للسلام، وفي نفس الوقت يرفع الحظر عن نتنياهو، المجنون الآخر، ليتمكن من أي سلاح مُدمر تُنتجه أمريكا يقضي به على شعب فلسطين، هذا الرئيس المجنون ينادي بتهجير شعب كامل من أرضه، ضارباً بعرض الحائط القوانين والمواثيق الدولية.
السؤال الذي يطرح نفسه: إلى أين يقود هذا الجنون العالم؟ وهل ستعزله أمريكا قبل أن يعزلها عن العالم؟
للكاتب أيضا:
ليبيا بين ارتفاع الأسعار واقتراب شهر رمضان: أزمة اقتصادية متفاقمة