الرئيسيةالراي

رأي- سلامات يا عمي المواطن

* كتب/ عاطف الأطرش،

في الغالب حينما أقوم بالكتابة عن حال البلاد الليبية من جانب التاريخ السياسي… لا أجد إسقاطاً أفضل مما حدث في التجربة الألمانية في الحقبة الهتلرية… لأن فيها الكثير من الشبه وكأننا نعيشه واقعاً دون تجميل…

أحياناً تصادفني المنشورات التي ينشرها بعض المواطنين معبرين فيها عن حنينهم لهزايب القايد لهم… وكلما تأملت بكائياتهم السمجة تخيلت مواطناً ألمانياً رأسه مربع يهتف ناعقاً: “الله الله على هيبة هتلر… مات راجل”…حتى ترتسم ابتسامة ساخرة على وجهي من سخافة المشهد!!

فبالرغم من المنجزات “المادية” التي تحققت في عهده… لكنها لم تشفع له في حساباته العسيرة مع التاريخ… حيث انتهى عهده بمواطن جائع وبلد ممزق، وشعب تائه بين جدران عازلة توسطت بلاده… إذن فالعبرة بالنتائج والأخذ بالأسباب… وما كان لهذا المواطن أن ينهض من حطامه سوى بنفض كل ما لوث عقله من أفكار مريضة، تشبع بها طيلة حكم الفوهرر إلى غير رجعة… بل وتجريم كل من لازال يؤمن بأفكاره…

حيث تمت محاكمة كل من أجرم في حق ذلك المواطن… وصدرت أحكام الإعدام في جلاديه… والسجن المؤبد لسياسييه… ونبذ نخبه الثقافية التي كانت تقوم بتزيين كل قبيح في تلك الحقبة البائسة!!

ما حدث هناك لم يحدث هنا… بل العكس تماماً… فقد تم التسامح مع الجلادين… ومنح المناصب لأشباه السياسيين… وعادت النخب الثقافية لتزلفها لأي حاكم جديد يصادفها… فماذا كانت النتيجة عزيزي المواطن؟! “العرض تشوف فيه قدامك”!!

تخيل يا عزيزي المواطن للحظة لو أنك طبقت الدليل الإرشادي لمحاكمات “نورمبرغ” على كل الأوغاد الذين تعرفهم… لكان الحال قد اختلف كثيراً عما تراه الآن…

بل وصل الانحدار بالمواطن في تقييم تلك الحقبة من خلال اختصارها بطروحات القايد وأبنائه… ولم يجد منجزاً لهم سوى شجاعتهم أيام “سلطة الشعب” في التسلط عليه تحت مسمى الهيبة فقط لا غير دون إنجاز يذكر للمواطن… فالمواطن يمشي “ينحرق” في ستين داهية… طالما بقيت تلك الخيمة هانئة في نعيمها…

لكن لا بأس… ها هو نفس المواطن يشهد عودة تلك الحقبة مرة أخرى شرقاً وغرباً بوجوه جديدة… لتحل عائلة محل عائلة… ورتبة محل رتبة… ولا جديد يذكر ولا قديم يعاد… اللهم سوى أن من يصطف مع أي سلطة غاشمة ويؤيدها لن يكون مصيره أفضل حالاً ممن يعارضها… والشواهد كثيرة ولله الحمد… وانت يا مواطن… إما أن تتفرج وانت ساكت… أو تتألم بصمت… يا حضرة المواطن!!

للكاتب أيضا: 

رأي- التأقلم مع الأزمات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى