رأي- سفراء….
* كتب/ يوسف أبوراوي
الفيسبوك قائم ولم يقعد بعد، على قائمة بالسفراء المعينين حديثا، طبعا كل الاحتجاج أن هؤلاء لديهم مشاكل أو أن هذا ليس وقت تعيين سفراء، أو أنه وقت حرب والصراع على المناصب لا على الدفاع عن العاصمة، أو غيرها من الحجج التي يكمن خلفها مزاج ليبي معروف يقول في كل مرة (ليش هو مش أني؟!)..
طبعا بالنسبة لي لا أعرف أحدا منهم، ولا أعرف أيضا أسباب الاعتراض عليهم لأن هناك قاعدة تقول: (لكل ليبي أن يعترض كما أنه يملك من المصائب ما يجعل غيره قادرا على الاعتراض عليه)..
يمكن أن يكون هؤلاء السفراء الجدد جيدين جدا، ويمكن أن يكونوا فاسدين جدا… ليس هنا الإشكال لأن ذلك أمر طبيعي جدا.. المشكلة في ليبيا وفي كل دول العالم الثالث هو أن كل العمليات والترشيحات تجري بعيدا عن الشفافية ولا توجد في المؤسسات بروتوكولات وعادات راسخة يتدرج فيها الموظف ليصل إلى منصب ما وفق خطة سير معروفة المسار والمؤهلات والمهارات، ويستعاض عن ذلك بالمحسوبية والمعرفة الشخصية وهذا أمر يعرفه الجميع.
تغيير هؤلاء السفراء بوجوه أخرى سيواجه بنفس العاصفة ولنفس الأسباب المذكورة سابقا، لأننا ببساطة نظن أننا نطفئ النيران المشتعلة هنا وهناك، ولا نكلف أنفسنا أن نتساءل لماذا تشتعل النيران أصلا!
البناء المؤسسي وحده القادر على إخراجنا من كل هذا الهراء والعمل المبني على منفعة الأشخاص لحظيا بدون النظر لأي عواقب أو تداعيات.
لن تكون هذه الحادثة الأخيرة ما لم يتم إصلاح هندسة بنائنا المؤسسي، المشكلة الحقيقية عندنا هي كيف سيتم الإصلاح إذا كان الموكل إليهم أمر الإصلاح هم من يهدمون ويفسدون !!!!!!