الرئيسيةالراي

رأي- ذهب أسبوع يا مهيوب**

* كتب/ د. محمود أبوزنداح،

رحلت عنا يا كاتبا يا مقاوما لرحلة العذاب، يا باحثا عن الحرية كانت وراء الأطلال فأصبحت في أعالي البحار.
“صبري المهيوب” رحل مع زوجته وأطفاله في صمت مطبق رهيب، لم يتكلم أحد عنه، لا شعور لمن يموت غرقا أو قتلا بالسلاح أو حوادث أخرى، المهم. يموت الليبيون دون إعلان حالة من الحزن، رحلوا دون أن نرى صورة لهم أو ابتسامة وداع، أو رسم تقريبي من رسّام، أو بيان نعي وترحم من ثقافة أو إعلام، أو حتى كلمة مات إنه ليبي؟

إذا كانت حياة المبدع أو الكاتب أو المثقف لا تصلح أن نعلق عليها آمالنا، فكيف تنهض الدول لأجيالها، وكيف نحفظ إرشيف ماضينا ونحفظ كرامة حاضرنا, ساسة لم تصن كرامة مبدعيها ولَم تحفظ الرغيف لمواطنيها حتى بكلمة!!!

في حين أن العالم يتكلم عن صورة طفل غارق على شواطئ أوروبا، أو سفينة مهاجرين تريد الوصول إلى كنوز أوروبا المسروقة من دولهم، ولا أحد يتكلم عن الشعور بالصدمة لهجرة الليبيين مثقفين وساسة وأناس عاديين وغيرهم من المناضلين .
رحل المهيوب وبرحيله نضع سطراً آخر لمآسينا ونعزي، ونقبل العزاء فلا نجد من يعزينا..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

**الكاتب الليبي “صبري المهيوب” قرر الهروب عبر قارب صغير ومعه زوجته وأبناؤه الثلاثة الى أوروبا.. نتيجة الضغوط والحياة تمر بها البلد، غرق بهم القارب.. كان ذلك في 2018، وتمر هذه الأيام ذكرى تلك المأساة.. (تعقيب من الكاتب).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى