* كتب/ خالد الهنشيري،
أغلب من يكتبون الرواية هم بمثابة سفراء لبلدانهم، في حال كانت كتاباتهم موضوعية تتجاوز الانحياز السياسي لأنظمة الحكم، وهذه أسوأ مراحل الثقافة..
يخبرنا الأفغاني “خالد حسيني” في عمله “ألف شمس مشرقة”، عن تاريخ مدينة “هيراث” وإسهام العرقيات المتعددة التي مرت بها في إعمارها لتكون تحفة معمارية قبل أن تجتاحها الحرب، عبر حقولها الخضراء وأنهار وجداول المياه، التي لم تنقلها قصص الميديا بمختلف أنواعها..
الأكثر طرافة الصراع الأزلي المحتدم بين البشتون والطاجيك، يذكر أن سببه اجتماعي، تحول إلى نزاع سياسي مسلح بعد أن تفرّد ملوك البشتون بحكم أفغانستان لنحو 250 عاما، بينما حكم الطاجيك عام 1929 نحو 9 أشهر، وهو ماجعل الموضوع أشبه بالعار الذي يستوجب المسح، فحدث ماحدث ولازال يحدث..
الطريف أن كل قصص الإعلام حول هذه البلاد تؤطر الصراع والمجتمع الأفغاني بأنه ديني متطرف بعكس رواية حسيني ابن البلاد..
المضحك المبكي أن الكثيرين يتحدثون بصفة متابع أو محلل سياسي وماشابه حول مايجري هناك، وأنه صراع ديني بين دولة البرقع واللحى وبين الشيوعية القديمة، التي هزمتها أمريكا وهزمها الأفغان مؤخرا..
أستغرب عدم الوقوف على حقيقة عقيدة ومنهج طالبان الغير جهادي، والأقرب إلى الصوفية والأشاعرة التي لا تمت للتكفير والجهاد بأية صلة، بينما يواصل بعض الكائنات التي لديها عداء فطري لكل ماهو ديني قذف هذا الروث على مسامعنا يوميا- لاحشمة ولا جعرة- وكأنه (جاب الصيد من وذنه) كما يقولون..
يذكّر “حسيني” أن الروس اعتادوا زراعة الألغام أثناء الحرب، وكان للعب الأطفال نصيب من هذه الممارسة، فبمجرد إصابة الابن يستحيل أن يلتحق الأب بالحرب!!، وكان للقصف عبر الطيران نصيب كبير من حربهم هناك، الأمر لا يختلف كثيرا عند انسحاب الفاغنر من جنوب طرابلس والشواهد قريبة وكثيرة..