رأي- حقائق غير مسموح بتداولها
* كتب/ أسامة وريث
بمعية المارشال إيتالو بالبو ITALO BALBO الذي يظهر في الصور وهو يتفقد العمالة الليبية -عندما كانت اليد العاملة ليبية خالصة- أثناء شروع الحكومة في إنجاز مشروعها المدني؛ فتم بالتالي (شـق وتعبيـد الطريـق الساحليـة) من (راس جدير الى امساعد).
مشروع افتتح رسميا يوم 12 مارس 1937 عند المركز الحدودي امساعد كما جاء في مدونات الكاتب الإيطالي مارتن مور في كتابه: “الشاطئ الرابع” وبكُلـفة بلـغت (103 ملايـين ليـره إيطالية) وهي ذات الطريق التي نسير على خلفياتها/نواتها اليوم، وإن كانت دون تجديد وتوسعة وصيانة وتحديث وتطوير.
(في ثـلاث سنــوات فقـــط: 1934 – 1937) وليست 7 أو 8 أو 42 .. وبجهود ذاك العصر البسيط؛ تم شق وتعبيد الطريق الساحلي التي نسير على خلفياتها القديمة نحن اليوم.
(حدث ذلك في عهد بالبـــو) والأخير شيّد خطــوط السكـة الحديديـة الأخيرة لليبيا، في الثلاثينات، والطريـق السـاحلي من الحدود إلى الحدود بكلفة 103 ملايين ليرة إيطالية، وإتمام طريق جـبل نفوسه.
يعتقد عدد من المدققيـن في الشـأن التاريخـي الليبـي؛ أن :
(بالبــو هو أفضـل حـاكم معـماري عرفـته ليبيـا، بصرف النظر عن هويته وعقيدته:
(المارشـال ايتـالـو بالبــو Maresciallo ITALO BALBO )
(أغلب مؤسـسات وبنـايــات) طـرابلس بوجـه خاص، ومـباني وميـادين مـدن ليبيـا الرئيسية بوجه عام، تعود الى “إنجازات بالبو شخصياً!” إلى جانب منجزات ومشاريع إدارة الكونتي جوسيبي فولبي .
(وهي المؤسسـات ذاتها التي قامت عليـها دولـة الاستــقلال)
(بالبـــو كحاكم عام، حكـم في فترة خـمدت فيها ضـربات المقـاومة) وتوقف فيها الجهاد وهي فترة الثلاثينات 1933 – 1940 لذا كان حكمه مدنياً ومعمارياً وبصورة مختلفة عن الولاة الإيطاليين السابقين له :
بييترو بادوليو، جوسيبي فولبي، كارلو كانيفا؛؛ كانوا عسكريين بصورة متزايدة.
(ما يزيد إعجـابنا) بهذا الرجل في الواقع؛ هو (روح التنوّر الثقافي والتسـامح الدينـي اللذين كان يتمتع بهما في دولـة فاشسـتية عنصـرية منغلقـة على ثقـافة واحـدة؛ هي ثقـافة ومـجد إمبراطورية رومـا).
(مثبت بالروايــات الشـفهية والصـور والوثــائق).. أن بالبو كان يسمح للمسلمين بإذاعـة القـران الكريـم في الإذاعة الإيطالية بطـرابلس،،
(عند انتهاجـنا نهــج المصارحــة) ومطارحة الحقيقة، لا مطارحة الكذب، فنحن مضطرون للقول:-
(إن القرائـــن التاريخيــة لديـنا أثبتت أن الفترة المستقــرة من الإدارة الإيطالية)– أعني 1930s أي الثلاثينيات بعد انتهاء الحرب – هي أفضل الفترات التي عرفتها ليبيا مع فترة نهضة الحضارة الرومانية في ليبيا العصور القديمة ..
مع عدم إغفال 18 سنة من الحكم الملكي الليبي الجيد في 1951 – 1969 قياساً بغيره من حكومات النظم المحلية
هؤلاء أكثر من أعطى وقته وجهده وعقله لليبيا وشعبها
(فالإيطاليون هم من بنوا السكـــة ونحن قفلنـاها!).. ودمرنا خطوط مواصلاتنا التي سبقت تونس والجزائر وحتى مصر.. بل وقمنا بتهريبها بعد الحرب كخردة الى أوربا في الخمسينات.. تماما كما يحصل اليوم، فالظروف تعيد نفسها وليس التاريخ من يعيد نفسه.
هم بنوا العمارات ونحن هدمنا بعضها وأهملنا الباقي.
هم بنوا بنية تحتية ونحن هدمناها.
هم بنوا كورنيش جميل ونحن ردمناه.
فهل من مستفيد!
إنجازات من دون مقومات وبلا موارد ولا نفط ولا غاز
(في غضـون سـبع سنـوات حكمـها بالـبو 1933 – 1940) جعل الأخير من طرابلس بصورة خاصة، و ليبيا بصفة عامة؛ (مستعـمرة جميــلة) –وفـق مفاهيـم ذاك العـصر –
احدى الصحف المحلية -صحيفة الرقيب العتيد- كتبت في سنة 1941 قائلة :
” مات بالبو ولم تمتّ أعمالهُ! …..
(( حقائـق غير مسمـوح بتداولهـا في دراسـات جـهاد الليبيين )).