رأي- حسم الصراع بدلا من تأجيله..
*كتب/ محمد بويصير
رفض الولايات المتحدة لبيانٍ رئاسي يصدره مجلس الأمن يدين قصف مركز إيواء المهاجرين ويدعو لوقف إطلاق النار في ليبيا قد يكون لأحد سببين: الأول هو رفضها لإدانة العمل، أما الثاني فهو رفضها لوقف إطلاق النار ..
وزارة الخارجية الأمريكية.. كانت قد أصدرت بيانا أدانت فيه القصف ووصفته بأنه مقزز أو Abhorrant، ولكنها لم تشر فيه إلى وقف إطلاق النار، لذلك يبدو أن وقف إطلاق النار في ليبيا ليس مطلوبا الآن أمريكيا..
مذهب الواقعية المبدئية principled realism الذى ينسب إلى هنري كيسنجر، والذي يحكم رؤية إدارة الرئيس ترامب للتعامل مع الأزمات، يعتبر الآليات المحلية والإقليمية أكثر وزنا من النصوص الدولية المكررة والتي قد لا تقود إلى نتائج …
إذا كانت حكومة واحدة.. قادرة على فرض الاستقرار في ليبيا هو الهدف، فإن ذلك يتطلب خروج منتصر على الأرض، أما حكومة الوفاق أو خليفة حفتر وحلفاء كل طرف الإقليميين، خاصة وأن الأمم المتحدة قد فشلت في تحقيق السلام والمشاركة بين الطرفين وتجفيف منابع الدعم العسكري من الحلفاء الإقليميين خلال سبع سنوات..
الحديث ..عن ضرورة حسم الصراع على الأرض بدلا من محاولة تأجيله هو رائج في واشنطن find a winner، وهو قد انعكس على الأرض بتصاعد وتيرة التدخل الإقليمي لمستوى الغارات الجوية المباشرة والتي إن كانت بدأت مصرية ابتداء من هذا الأسبوع فإنها ستكون أيضا تركية في وقت قريب ..
من المحزن.. أن تصبح ليبيا ساحة لمعركة إقليمية دامية، ولكنه تعبير عن الهوة الكبيرة بين ما تمثله البلاد كموقع وكمصدر للثروات وبين قصور الطاقة السياسية لسكانها، وهي مرحلة جديده تحل فيها ديناميكيات الصراع الإقليمي محل الديناميكيات المحلية، كما يحدث في أركان أخرى من إقليم الأزمات الممتد من كابول إلى نواقشوط ..