رأي- حراك.. وركود!..
* كتب/ عطية الأوجلي،
التصريح الذي أدلى به وزير خارجية أمريكا حول أفغانستان يستحق أكثر من وقفة.. فقد أوردت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير الخارجيّة الأمريكي مايك بومبيو دعوته إلى مجلس “شيوخ القبائل” بأن يسهم في الإسراع بإطلاق سراح سجناء حركة “طالبان”، واعداً بتقديم المساعدة في حال مضت الدولة التي مزّقتها الحرب قُدماً في جهود السلام.
وقال بومبيو في بيانه : “نحن ندرك أنّ إطلاق سراح هؤلاء السجناء لا يحظى بشعبيّة.. ولكنّ هذا العمل الصعب سيؤدّي إلى نتيجة مهمّة طال انتظارها من قبل الأفغان وأصدقاء أفغانستان: الحدّ من العنف و إجراء مناقشات مباشرة تؤدّي إلى اتّفاق سلام ونهاية للحرب”.
تخيلوا.. أن وزير “أمريكا” التي شنت حربا شرسة على “طالبان” أدت إلى احتلال أفغانستان يطلب من حلفاء أمريكا أن يقوموا بإطلاق سراح أسرى طالبان، وهو الشرط الذي وضعته الحركة للتقيد بوقف إطلاق النار المتفق عليه بين أمريكا وطالبان … !
المشهد يبدو سرياليا ومستحيلا للحدوث طبقا للمنطق السائد.. وللمعلومات المتداولة خصوصا في منطقتنا التي يسودها “الركود المعرفي”.. لكن في عالم السياسية لطالما حدثت الغرائب ..
فهذا العالم الذي لا يعترف إلا بالمصالح .. لا يقيم وزنا “للمبادئ” .. أو “للشعارات الرنانة”.. ولا يحترم “ضعف الحلفاء”.. ولا يعترف بوجود “لعدوات دائمة”.. أو.. “تحالفات أبدية”..
فالسياسة هي ترجمة “للمصالح وموازين القوى” بشكل فظ وقاس.. قد تثير “تقلباتها” الدهشة والاستغراب.. ولكنها تدعو إلى التفكير والتأمل.. وهو الأمر الذي لن يتم استيعابه منا طالما “لازلنا” نرى العالم من ثقبي “التأييد” ..أو .. “الإدانة”.. ونتعامل مع الصراعات بمنطق “عركة الشارع”.. فيتغير العالم من حولنا.. ونبقى نحن كما كنا.. أسرى للإعلام.. والأوهام.. والشعارات.