رأي- حاجتنا لخطاب مختلف..
* كتب/ إبراهيم المقصبي
سألني صديق يوم تنحي مبارك في 11 فبراير ..
هل ستخرج الناس يوم 17 فبراير؟
قلت: كيف مانشوف فيك .
قال: لو اطلعوا اثنين تأكد أني ثالثهم.. وقد كان .
اتصل بي الثلاثاء 15 فبراير ليخبرني أنه في وسط المظاهرة المتجهة من مديرة الأمن لجامعة العرب الطبية .
سألته: هل بدأ هتاف (الشعب يريد اسقاط النظام)؟
قال: لا.
قلت: أول ما يبدأ الهتاف اتصل بي فورا.. وقد كان.. بعد ربع ساعة اتصل يبكي ويهتف: (الشعب يريد اسقاط العقيد)
عندها تيقنت أن حاجز الخوف انهار وأن الثورة بدأت .
مشهد آخر…
أقفلت من صديقي واتصلت بأخي (ضابط الدعم المركزي).
شنو الجو عندكم سالته؟
قال: مش تمام بكل الناس طلعت والأعداد في ازدياد .
قلت: هل المتظاهرين مسلحين؟
قال: لا
قلت: رد بالك تطلق النار على الناس .
قال: مستحيل نديرها.. وقد كان .
لا تخجلوا ولا تخافوا من سرد ذكرياتكم.. فقد كان يوما عظيما ولحظة فارقة في تاريخ بلدنا.. صحيح أننا نمر حاليا بأوقات صعبة وقاسية وتداعيات مؤلمة للحدث وهذا واقع أخبرنا عنه التاريخ عقب كل ثورة .
الكثير من إخوتنا لم يشاركونا الأحداث بل وتأذوا منها؛ لذا يجب أن نتفهم موقفهم من الثورة وكراهيتهم لها ولكن عليهم أن يعوا أنها كالجراحة المؤلمة وأن التعافي يأخذ زمنا وكلفة .
وكما كنت متيقنا من خروج الناس.. متيقنا كذلك من إنصاف التاريخ ل17 فبراير، وأكثر يقينا بتعافي بلدنا وخروجها من هذا الانتقال أكثر تماسكا في ظل دولة عادلة تضم كل الليبيين بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم وعلى رأسهم أنصار النظام السابق.
نحن بحاجة لهذه الروح.. نحن بحاجة لخطاب مختلف يلملم شتاتنا ولجهود صادقة من الجميع.