* كتب/ عطية الأوجلي،
من تابع الأحداث الاخيرة بأمريكا لعله قد سمع الساسة الأمريكيين وهم يرددون… كلا نحن لسنا جمهورية موز!.. فما المقصود يا ترى بذلك؟ وما أصل هذه التسمية ولماذا ينفيها الأمريكيون عن بلادهم.. وبشدة … !!!
بداية القصة بالموز … !!! فقد دخلت فاكهة الموز الأراضي الأمريكية عام 1870، بواسطة رجل أعمال اسمه لورينزو داو بيكر الذي حقق في صفقاته أرباحا خيالية…. وكان السبب هو الشعبية التي نالتها هذه الفاكهة بجودة طعمها ورخص ثمنها.
تزايد الطلب عليها مما أدى في نهاية المطاف إلى قيام عدد من الشركات الأمريكية بامتلاك مزارع ضخمة للموز وبتشييد الطرق وسكك الحديد والموانئ في عدد من بلدان أمريكا الوسطي كالهندوراس وغواتيمالا وكوستاريكا .
وبحلول أواخر القرن التاسع عشر، سيطرت ثلاث شركات أميركية متعددة الجنسيات (شركة الفواكه المتحدة، وشركة ستاندرد، وشركة كويمال للفواكه) على زراعة الموز وحصاده وتصديره، وسيطرت على البنية الأساسية للطرق والسكك الحديدية والموانئ في هندوراس. وكذلك في المناطق الساحلية الشمالية بالقرب من البحر الكاريبي، وكالعادة في مثل هذه الحالات تغلغلت هذه الشركات في مجتمعات أمريكا الوسطى وتعاظم نفوذها الذي وصل إلى حد تنصيب الحكومات وتدبير الانقلابات عليها.
أصبحت اقتصاديات هذه البلدان مسيرة لخدمة أرباح هذه الشركات، وترتب على ذلك إبقاء كلفة اليد العاملة رخيصة، وإلى محاربة تكوين واستقلالية النقابات وإلى إفشال أي محاولة لتنويع الاقتصاد وتحريره من هيمنة السلعة الواحدة. وكثيرا ما استخدمت هذه الشركات نفوذها في الولايات المتحدة لتوظف قدرات الحكومة الأمريكية في الضغط على حكومات هذه الدول وأحيانا استبدالها.
استخدم الكاتب الأمريكي أو. هنري هذا المصطلح للمرة الأولى ليصف تلك الحكومات التي تسمح ببناء مستعمرات زراعية شاسعة على أراضيها، مقابل المردود المالي تكون فيها الكلمة الأولى والأخيرة للشركات الأجنبية. ومع مرور الزمن تطور استخدام المصطلح فصار يصف الأنظمة الفاسدة غير المستقرة التي تزور الانتخابات أو تمنعها والتي تضع موارد بلادها في خدمة الشركات الأجنبية…. فلم يعد المصطلح حصرا على من يزرع الموز !..