رأي- ثقافة الاستعمار العربي
* كتب/ أسامة القليب
أسوأ استعمار تتعرض له دولة عربية، هو الاستعمار العربي، سواء كان بصورته القومية، أو الدينية المتشددة.
بغض النظر عن تعاطف البعض مع هذا أو ذاك، لكن النتيجة تقول ذلك وأكثر، فأسوأ وأبشع من يسرقك منهم، وأسوأ من يقتلك ويمثل بك منهم، وأكثر من يتلاعب بدينك ويزوّره ويصوره كما يريد ليخدم مصالحه هم، وبنص القرآن من أظلم من هؤلاء.
لا ينتج هذا النمط من الاستعمار إلا العنف والجهل والبشاعة والتطرف والنهب والفساد، ويصبح الناس بين خيارين إما أن يبقوا تحت القبضة الأمنية والعسكرية، أو يطلق عليهم أشكال مختلفة من أشكال تطرف أنتجت سابقا بعدة نسخ، هدفها تيه الناس وخلق العنف والتطرف باسم الدين ليعودوا بالناس تحت وطأة الخوف من المستقبل واليأس من وجود أمل بالعودة إلى نفس الحفرة القبيحة والقاسية والفاشلة.
لن ننحاز إلا إلى دولة أدواتها المكاشفة والمشاركة وبالجميع، دولة محبة متسامحة صادقة وحنونة على شعبها التائه والذي يضيع بين الألوان المخادعة ليتيه عن مصلحته ومستقبله السليم الذي يجب أن يبنى بشكل سليم بدون فساد ونهب، وبتقديم الخدمات من خلال دولة عادلة لا تميز عرقيا ولا دينيا، ولا تعرف إلا القواعد والقوانين وتحترم الإنسان وتحمي حقوقه وتكون ملتزمة بذلك وسلوكها يصدق أقوالها.
لا يجب أن يقنعنا إلا الحل السليم والجيد والمجرب، ولا يجب أن يخدعنا الطعم المصنوع لنا، فكثير من الأحباب أعداء، وكثير من الأعداء أحباب… لكن شوهت لنا الحقيقة.. بثقافة الاستعمار العربي..