* كتب/ خليفة البشباش،
اعتُبر -والأصح “عُد” وكلاهما على البناء للمجهول- ترامب في الولاية الأولى “خطأ” غير متوقع في نظام التشغيل الغربي، حتى فوزه كان مفاجأة لأنصاره قبل معارضيه، أو هكذا ادعت السردية الغربية، وقد بدت تصريحاته وتوجهاته اليمينية والعنصرية “غريبة” عن الأدبيات التي لطالما التزم بها المسؤولون الغربيون.
لكن عودة ترامب، وعجز الحزب الجمهوري عن إقناع قواعده بأي مرشح آخر، ثم الهزيمة الساحقة التي ألحقها بخصومه الديموقراطيين، تدل على شيء واحد.. ترامب -الظاهرة والأفكار لا الشخص فقط- هو التمثيل الحقيقي للمجتمع الأمريكي “سلاش” الغربي، ولا يوجد أي خطأ طارئ يمكن أن يعيد الكرة مرتين بهذه القوة.
الخرافات الإنجيلية التي يرددها البرتقالي في كل خطاب، والروح الاستعلائية التي يتمتع بها، وتقسيمه النظري والعملي للشعوب والدول، وتصنيفه بعضهم كحثالات و”شيتي كانتريز” وتجريدهم من أي حق، وتقمصه لبوس فرسان الحروب الصليبية، كل ذلك له مؤيدون ومريدون يفوقون المعارضين.
لذلك.. فأصحابنا، ذوو العصائب الخضراء، الذين اجتمع العالم على إفنائهم، هم نسخة ليبرالية ومتسامحة جدا، وخطاب أمثال الملثم والمتوكئ عصاه، خطاب وسطي لا يرتقي للمستوى الترامباوي.. تحتاج هذه المواجهة لإخراج “بلاطجة” يخاطبون الغرب بخطابه الجديد.. لا القديم.. وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهلِ.
