رأي- “بلّغ بيجن احتجاجي الرسمي”
* كتب/ عبدالعزيز الغناي
كانت هذه أقسى تصرفات قام بها الزعيم المصري أنور السادات ضد ضم (بيغن) رئيس وزراء الكيان الصهيوني لمدينة القدس بعد زيارة السادات لتل أبيب وترسيم اتفاقية سلام معه.
إذ استدعى في حينها السفير الإسرائيلي في القاهرة وطلب منه تبليغ مناحيم بيغن أن السادات يحتج على ضم اسرائيل للقدس، وبيجن لم يعر أي اهتمام لاحتجاج السادات.
للأسف الضعف لا يحمي السلام والذئاب لا تحفظ العهود، وإن لم تكن ذئبا أكلت الذئاب، هذه الرسالة أيضا التي وضحت ما رشح عن اتفاق علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض (رئيس اليمن الجنوبي) والذي وحد اليمن، ولكن سرعان ما ذاب جليد الود، واندلعت الحرب الأهلية ووجد البيض نفسه خارج نطاق التغطية من سلطة عمان إلى أوروبا وبقي صالح في الحكم إلى أن وافاه الأجل.
الحقيقة أن الضعف لا يحمي السلام ولا سلام بين قوتين مهما كانت روابطه، ولن تتحرك لا الأمم المتحدة ولا غيرها إلا ببيانات الشجب والإدانة والاستنكار والبقاء للأقوى “والأصح وجها”.
تحت قبة الجمعية العامة لا مكان لسوريا بشار بينما هو الرئيس الممثل للبلاد، و تملأ أرفف مكتباتها قرارات لا طائل منها، في مصر بقى قصر الاتحادية شاغرا لسنة ثم تربع عليه السيسي، قمع معارضيه واستأثر بالحكم عدل الدستور واستعد ليحكم ثمان واثنى عشر وربما اثنى عشر أخرى، ولا بواكي على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وغوتيرش وبان كيمون يعربون عن قلقهم.
أما في اليمن فتنص عشرات القرارات علي شرعية هادي لكن الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين يملون الشروط و يسيطرون علي الأرض ويفرضون الإملاءات.
إقليم كشمير تحت الحصار البوذي ومسلمو الإيغور الصينيون تحت التعذيب، ومجازر الروهينغا يندى لها جبين البشرية، دانت واستنكرت وشجبت وأعربت عن قلقها أكثر الدول والمنظمات ولكن القوي هو من يفرض شروطه ولا وجود لعالم مثالي.
ضم بيغن القدس و احتج السادات منذ قرابة ال 40 عاما وسيطرت “إسرائيل” وهودت القدس واعترف ترامب بها عاصمة واحتج العرب في قمم إسلامية وعربية.. وقافلة القوة تسير والكلاب الضعيفة تنبح …!