الرئيسيةالراي

رأي- بذل عناية. لا تحقيق نتيجة

* كتب/ هشام الشلوي،

بحسبة العقل المحض -حسب تعبير كانط- ما تفعله حماس وحزب الله عبث لا طائل من ورائه، بل وإيذاء جسيم لشعوبهما، إذ إن حجم الضرر الذي أوقعاه بإسرائيل لا يوازي ولا يقترب حتى من حجم الضرر الذي أوقعته إسرائيل بفلسطين ولبنان.

هكذا إذن يفكر العقل الخالص الذي لا يؤمن إلا بمنطق الرياضيات والفيزياء المادية، ولا يرتجي من الله رحمة ولا ثوابا ولا ينتظر يوما تجتمع فيه الخصوم. ولو لجأنا لهذا المنطق القاصر، لكان موت سيدنا ياسر وسيدتنا سمية لا قيمة له أمام صلف الكفر والشرك، إذ إنهما رضي الله عنهما لم يريا ولم يجنيا ثمار جهادهما وصبرهما.

وفي المنطق القانوني فكرة لطيفة للرد على هذا المنطق يسميها القانونيون “الالتزام ببذل عناية” وليس “الالتزام بتحقيق نتيجة” إذ افترض المنطق القانوني أن هناك أعمالا ووظائف لا يلتزم أصحابها إلا ببذل عناية، أي كامل مجهودهم وطاقاتهم وليس الوصول إلى النتيجة المبتغاة بكامل حذافيرها.

وببساطة قد لا تُرى للأعين التي اعتادت رؤية المادي والمباشر والآني، فإن الله سبحانه وتعالى لم يطلب منا في جهادنا وكفاحنا في جزء من التكليفات الشرعية إلا بذل العناية والجهد والطاقة، ولم يكلفنا جلّ شأنه ولم يطلب منا تحقيق النتيجة المبتغاة. بل ووعدنا سبحانه إن صدقنا في التوجه إليه سبحانه وبذلنا كامل عنايتنا بالجنة والرضا والرضوان والرحمة في الآخرة.

وهذا المنطق الأخير نفهم من خلاله أن الذين ظلموا في الدنيا ولم ينصفوا سيأتي يوم يحصلون فيه على كامل حقوقهم ويُعذب الذين ظلموهم في الدنيا عذابا لا فكاك منه.

وبالتالي لا يسألن غافل أكله ثور المادة حركات المقاومة، ويبسط أمامها كشف حساب عن النتائج، إذ إن هذه الحركات قدمت عذرها إلى الله باستفراغ جهدها في الحياة الدنيا، ونصبت الحجة على منطق العقل المحض.

للكاتب أيضا: 

دانِشمنَد أو عالم العلماء… رواية تُقرأ من طريقين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى