* كتب/ حسام الوحيشي،
أجمعت الأطراف السياسية الليبية على إلغاء الصندوق وإزاحة الانتخابات وعدم الثقة في الديمقراطية والشعب ..
حفتر خوفا من شعبية دبيبة وسيف وباشاغا ..
دبيبة خوفا من حفتر وسيف وباشاغا ..
سيف خوفا من حفتر ودبيبة وباشاغا …
باشاغا خوفا من دبية وحفتر وسيف ..
عقيلة خوفا من دبيبة وحفتر وباشاغا وسيف ..
المشري خوفا من السالف ذكرهم ..
و كذلك اشتيوي وسيف النصر والنايض وغيرهم من المرشحين ..
ولّد ذلك تحالفات لاقتسام السلطة دون انتخابات وإطالة الفترة الانتقالية لينقذ كل طرف ما استطاع من مكاسبه ..
أرض معركه الإفشال كانت المفوضية العليا للانتخابات والدائرة الدستورية والمجلس الأعلى للقضاء والدوائر الانتخابية ولجنه تأمين الانتخابات والبرلمان ومجلس الدولة والإعلان الدستوري، ومنح الثقة وسحب الثقة وإعادة تشكيل الحكومة والحقائب الوزارية والانقسام المؤسسي ومناطق النفوذ والمجتمع الدولي ومجموعات الضغط والأحزاب المبسترة و القنوات الإعلامية والمحللين، والقرارات والقوانين والمدونين والتواصل الاجتماعي .
المسارات بعد تحالف حفتر عقيله باشاغا عثمان النايض المنتصر إلخ،، ضد سيف ودبيبة وحكومته الانتقالية، وإخراجه من المشهد، ثم في الجولة الثانية عبر برلمان عقيلة بعد فشلهم في جولة لجنة 75 .
انقسم الحلف القديم المضاد لحفتر غرب ليبيا رغم أن دبيبة لم يعارض التقارب مع حفتر، وقدم كل التنازلات الممكنة، ولا يوجد ما يمكن أن يقدمه باشاغا أكثر من هذه التنازلات وهذا ما يخيف الرافضين لانقسام الحلف الغربي .
ماذا يمكن أن يقدم باشاغا أكثر ليكسب رضا حفتر؟ وماذا إن لم يرض رغم كل ما قد يحدث ..
فالنتيجة على الأرض تقول إن حفتر هو الرابح في كل هذه الحالات، وهو الوحيد الذي يعزز وجوده أكثر في المشهد على حساب أعدائه السابقين والحاليين وحتى حلفائه السابقين والحاليين ..
ما الذي تغير في المشهد ليكون باشاغا أفضل من دبيبة ..
رضا حفتر الذي قد ينقلب مطالبا بالمزيد في أي لحظة ..
أم أن مجرد التغيير قد يكون هو الحل لتعزيز فرص الباحثين عن حل .
أم أن الجميع لا يبحثون عن حل مثلما لم يكونوا يسعون نحو إقامة انتخابات، بل يسعون نحو قطعة من الكعكة حرمتهم منها التوافقات الهشة السالفة، لهذا قاموا بتدميرها لأهداف شخصية بحتة، وكل الشعارات المرفوعة مجرد غطاء من قش سيشتعل قريبا ..
هل استفاد حفتر من الخلل الجوهري الذي ارتكبته حكومة دبيبة بإقصائها لفاعلين من معسكرها؟ وعدم استقطابهم رغم أنها حاولت بكل ما تملك أن تستقطب غثاء معسكر حفتر وقمامته؟! ..
هل يواصل باشاغا ارتكاب نفس خطأ دبيبة ويتنازل لحفتر أكثر من تنازله لابن معسكره السابق الذي منع حفتر من إقصائهم جميعا عن وجه الأرض، والذي منع تحالفهم من الاستيلاء على السلطة و العاصمة .
هل رغبه حفتر في بقاء الأجسام السياسية الراهنة. استمرار المرحلة الانتقالية اكبر أم رغبات خصومه وحلفائه ..
أم إن الرغبات مشتركة ولا فرق بينها ؟
ادبيبة وباشاغا وباقي المرشحين يصارعون من أجل رئاسة وزراء أو الوزارات ..
حفتر يصارع من أجل منصب القائد العام ورئاسة ليبيا والحقائب الوزارية السيادية ورئاسة البرلمان..
عقيلة يصارع من أجل منصب رئاسة البرلمان والوزارات ..
المشري يصارع من أجل رئاسة مجلس الدولة..
رضا حفتر يعني رضا عقيلة..
فقدان حفتر الموالي له في رئاسة البرلمان يعني فقدانه للإطار التشريعي الهش لمنصبه كقائد عام و لكن لايعني فقدانه للمسلحين أو الحلفاء الدوليين والاقليميين ..
كل الاتفاقات السابقة فشلت بسبب تشكيلها لخطورة على كرسي حفتر الراهن وكرسيه الذي يريد بالقوة واللين ..
التوافق الوحيد الممكن الذي قد يرضى عنه حفتر هو ذلك الذي لا يمس ما يطمح له وما حصل عليه فعلا ..
كيف يسعى باشاغا لمواجهة هذه الحقيقة التاريخية والمضارعة.. كيف سيتجنب غضب الجنرال الذي لا يشبع من السلطة أبدا ..
لو كانت هذه المعطيات صحيحة فلا طريق أمام باشاغا إلا التنازلات اللامتناهية ..
تلك التنازلات التي قد لا يمكن الالتزام بها لأن باشاغا ليس دكتاتور المنطقة الغربية المطلق ..
رغم إمكانيه سعيه ليكون كذلك ولكن هذا السعي يحتاج إلى الكثير من العمل والتحالفات التي قد يتضرر عاقدوها أيضا وتحصد رقابهم ..
هل هناك سعي نحو تلخيص المشهد في ليبيا ليكون محصورا بعد سنوات بين دكتاتورين؟.. ربما، ولكن هذا العمل التدريجي له نتائج وخيمة على حفتر لو نجح، لا يمكن لحفتر أن يوحد خصومه تحت رأي شخص واحد حتى لو كان الهدف المرحلي خطيرا جدا عليه، هذا بكل وضوح تقوية لخصمه وخطر على كم التنازلات التي طمح لها .
إذا دبية هو لعبة حفتر غير المرضي عنها، لأنها لم تؤد كل المطلوب منها رغم تنازلاتها وفساد بعض قياداتها المزروعة والمستوطنة، وباشاغا هو لعبة حفتر لتشتيت القوى المعادية له اكثر وسينقلب عليه ما إن يستنزف آخر قدراته على التنازل ..
هل كان المدخل الذي ولجت منه يد الفرقة بين الحلفاء السابقين في المنطقة الغربية نابعا عن جهل أم مصنوعا؟
الاستنتاجات تقول إنه مزيج لعبت فيه أصابع الغباء والأعداء، واستغلته كما ينبغي؛ بسبب تنوع طيف الحلفاء وغياب أو ضعف الجهات التي يفترض بها أن توحد وتجمع الصف وتقود الدفة، وبسبب قلة الخبرة أو طغيان الجشع وعمى الطموح وقراراته..
المهم أن كل الطرق تؤدي إلى الخلف بشدة .