* كتب/ يوسف أبوراوي،
ديننا هو الإسلام بمبادئه وأصوله القطعية، يفهم ذلك من كان في تنبكتو أو جاكرتا… ويتجه للقبلة خمس مرات من كان في قم أو أوزبكستان أو طنجة أو القاهرة… يعرف حرمة الكذب والزنا والغيبة كل فلاحي الصومال وطشقند وجبال أطلس… يتأثر لحال القدس مسلمو الهند وأندونيسا وكندا… بقية الفرعيات والخلافات كلها اجتهادات في الفهم.
المصيبة أن تتحول هذه المذاهب والأسماء والتصنيفات إلى بديل أو قسيم للإسلام…
والكارثة أن يتم تحشيد الجهلة تحت هذه اللافتات ليتم اللعب بهم سياسيا… فمرة يضرب المتصوفة بالسلفية ومرة يضرب السلفية بالمتصوفة… ومرة تقسيم يصور السنة والشيعة على أنهم أعدى لبعضهم البعض من المخالفين في الدين… ومرة يثار مصطلح الخوارج وتنبش كتب الفرق والمذاهب لإحياء أسماء بلا مسميات.
أليس في هذا المنهج الغثائي تقسيم وتشتيت لقوة هذه الأمم، التي كان يكفيها أن تتحد على قرآن واحد وقبلة واحدة ورسول واحد… المشكلة أن الكل يقر بذلك نظريا ولكن الشيطان يبرز فجأة في التفاصيل.. كأن أدمغتنا لم تعد تميز بين الأصل والفرع، بل ربما قلبت الشجرة فأحالت الأصل فرعا والفرع أصلا.. وذلك من أعجب العجب !