الرئيسيةالراي

رأي- انتهى العيد بين المقهى والبرستيج

* كتب/ د. محمود أبو زنداح asd841984@gmail.com

قبل العيد بيوم تكبر الشعائر بصيام عرفة، فمن الناس من تسعى إلى فعل الخير وهي صائمة للمكان لا لذكر المناصب والأموال، أو حتى تفكير في سن وسعر الأضحية، التفكير ينصب حول إعلاء الشعائر بقلب خال من التأفف أو الغضب.. عكس البعض الآخر الذي لا يصوم ولكن يحرم الآخرين الأجر ولا يفعل شيئا إلا التذمر والغضب، وغير الصالح لأعمال الدين والوطن، فهو لا يذهب لمقر الحكومة لأجل إخراج ما في صدره.

بل تجده عند أول مسؤول صغير يزحف ويتزلف… انتهى به العيد عند أول صلاة عند المسؤول، فقد طاف به مطاف النوم والناس ذاهبة إلى صلاة العيد فلا صلاة له.

في وسط هذا العيد المتكرر الوعود والناس سواسية عند الله يبرز المسار، عيد الفطر له عناوين أخرى من الزكاة والرؤية إلى عيد الأضحى الذي يردد به المرددون أسعار الأضاحي. ونسي المدعي أن السنة غير الفرض وإن العيد لمن يعظم شعائر الله.

في ذات اللحظة تكون أمام سعادة أو تعاسة ولا يدخل في ذلك إلا مع فرحة الأطفال.
مع ظهيرة اليوم الأول من العيد والشوارع خالية… أمر على الأقارب والأصدقاء… في الطريق العام أجد مقهى كبيرا على القارعة… إنه مقهَى له برستيج خاص، فهو ذو طراز عال من العمارة.

الغريب ليس في الجدران بل في الكمية الكبيرة من الشباب التي تدخن النارجيلة به، فهناك من خرج من المكان في ساعات متأخرة من الليلة الماضية حتى يعود صباحا…. في يوم العيد؟!
لم يكن المقهى لأجل القراءة أو تدبر أمور البلد أو حتى تطبيق مساعي العيد، لأجلنا كان العيد لما له من حسنات كثيرة أولها زيارة الأهل والمريض والقريب، وليس آخرها ابتسامة والقول الحسن.
لا أستشعر أن أجلس في مكان مغلق تتصاعد منه رائحة دخان تغيب العقل.. مهما كان الداعي.

يدخل ذاك الشاب من خلال هاتفه المحمول إلى عالم مواز، ليكتب كلاما غير الواقع. يا عيد بأي حال عدت يا عيد؟!!  ويبقى سعر الصرف وأموال الضريبة وشركات الاتصالات وغيرها ينتفع بها المتنفعون دون الرعية… ونسي الشاب أنه المسؤول الأول ليقود التحرك، فاليوم هو شاب وغدا يصبح كهلا، لا يستطيع سحب أمواله فقد سقط عند أول طابور طويل لابتسامة الحكومة.. المقهى والبرستيج قد التهم الوطن قبل العيد.

اقرأ للكاتب أيضا: 

رائحة القصر ليست كمثلها رائحة إلا الأسمنت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى