رأي- المجلس والرؤوس
* كتب/ محمود أبو زنداح
asd841984@gmail.com
المشروع السوري أصبح واضحاً بعد أن دمرت سوريا، وتلاشى الجيش، وخرّت القوى، واقتضم الجولان منه دون تحريك قيد أنملة.
أصبح الرئيس السوري لعبة بيد المحررين على الأرض (روسيا وإيران) وبيدق بيد القاصدين له من بعيد، فلا ضير من بقائه على مقعد الرئاسة الذي أصبح أقرب لمقعد العجزة في العالم الثالث.
القوى المتحكمة في الشأن الليبي تريد استنساخ بشار الأسد في ليبيا، ولكن بطريقة أكثر قربا للقبيلة ولأبناء الجنرال الأمريكي الغير مؤمن بالديمقراطية الحديثة لشعوب العالم الثالث، ويرى أن الحرية خلقت لأوروبا وأمريكا، وأنه ضامن لإعطاء جميع الامتيازات لتلك الدول، كرد معروف لها في زمن كان الشعب الليبي يهتف للقذافي بشنق الخونة والانتقام منهم..
القوى السياسية العالمية تسير نحو مشروع حفتر بشكل كبير ومتزايد لإقراره، وبقيت شعرة الاعتراف المسبق بحكومة السراج هي العائق الوحيد، بعد أن أصبحت أدوات المطبخ السياسي الليبي رهينة الاختلال والتماهي مع حكم الرجل القوي والقاسي. لم يبق لحكومة السراج إلا تضحية الشباب المقاتل والدماء الكثيرة المدفوعة، فأصبحت هي القوة التي تخطف الإعجاب والنظرات من بعيد وتراقب ما حدث في غريان، وَما سوف يحدث في ترهونة، حتى تجعل منهم الأحق بترسيم المشهد السياسي بعنصر الثورة وإحقاق الحق دون التدخل في شبهات فساد.
بقيت نقطة أخيرة بعد أن خذل طرفا الصراع ومعهم المبعوث الدولي الذي يقفز على الحبلين بعد أن نظر إلى الخيط الرفيع لخارجية الوفاق كيف يسير، وهي (المصالحة العامة).
من يكن أكثر جدية في رسم مصالحة عامة مع الشعب الليبي وأنصار النظام السابق في وقت ضيق وأكثر حساسية من ذي قبل، لا يمكن أن تكسب حكومة الوفاق الرهان السياسي والحقوقي إلا من خلال إخراج ورقة أبناء القذافي بأن تسقط بعض التهم عنهم أو تستقطب البعض الآخر، بعد أن أصبح رموز النظام السابق أوراقا بيد دول الجوار لأجل وعود بإرجاعهم إلى السلطة، والدفاع عن اَي شخص يريد التعاون معهم.. على الحكومة التحرك وإذا اضطر الأمر إلى جعل سيف القذافي عضواً بالمجلس الرئاسي، به تكون جميع الأوراق بالعواصم العربية وبعض الاستمارات والملفات في أفريقيا والعالم قد دانت للحكومة الشرعية، وتختصر الطريق أمام مصالحة وطنية فعالة وحقيقية، ونقترب نحو خطوة أمام انتخابات حرة ومباشرة يكون الدستور قد سبق أي حاكم أراد التفرد بالسلطة لأجل حفظ دماء الشهداء في ثلاجة الموتى.