* كتب/ هشام الشلوي،
لا أفهم ولا أجد مسوغا أن يدعي عربي بصفة عامة وخليجي بصفة خاصة أنه رأسمالي ليبرالي، لأن الرأسمالية خرجت من رحم البروتستانية في مرحلة الإصلاح الديني، حيث عارض رجال من أمثال مارتن لوثر احتكار البابوات تفسير الكتاب المقدس، واقترحوا أن النجاعة الحقة هي سعي الإنسان المحموم إلى تكديس الثروات كطريق للخلاص، وهذا ما جعل فيلسوفا وعالم اجتماع مثل ماكس فيبر (1864 ش 1920) في كتابه (الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية) إلى الربط بين الروحين؛ البروتستانتية والرأسمالية، وأن الأولى كانت سببا في ظهور الثانية.
سياقات أن تكون رأسمالي ليبرالي في الغرب الأوروأمريكي مفهومة وواضحة ومنطقية، ويستحق الآباء المؤسسون للصناعات الكبرى والمشاريع الاقتصادية لقب رأسمالي ليبرالي، لأنه نشأ وترعرع على فكر وفي بيئة تنافسية ساعدته أن يكون كذلك.
أما صاحب المال العربي والخليجي فهو نشأ كدودة شريطية تتغذى على استخراج المواد الأولية من باطن الأرض، وبيعها للرأسماليين الليبراليين، الذين يحولون تلك المواد إلى ما نرى من صناعات ومنتجات، ارتبط تكوين الثروات في الدول العربية بدوائر الفساد السياسي والاقتصادي، إذ إن صاحب المال العربي هو جزء من دائرة الحكم الفاسدة المستبدة المتسلطة.
المتسلطون الفاسدون أصحاب القرار السياسي والمالي حموا أنفسهم بسياج ممن يسمون مجازا برجال الأعمال وطغم من المتثاقفين، فمهمة رجل الأعمال العربي إدارة أموال الحكام الفاسدين، ومهمة المثقف إذاعة ترهات بين الناس تلهيهم عن استبداد الأول وفساد الثاني.
هذا الرأي في العموم الغالب ولا يخض في تفاصيل أخرى غير مفيدة فيما أريد قوله هنا.