رأي- الكلمة وعاء الفكرة
* كتب/ يوسف أبوراوي
في البدء كان الكلمة،،
والكلمة وعاء الفكرة،،
إن ما يحدد سلوكنا في هذه الحياة هو الأفكار التي نحملها بغض النظر عن نوعها واتجاهها.
إن استماتة بعض الناس في العالم الثالث على الحكم بأي طريقة كانت ولو أدى ذلك لقتل نصف الشعب، تحركه أيضا فكرة وصورة الحاكم القروسطي الذي يملك الأرض ومن عليها ويفعل ما يشاء بلا حسيب أو رقيب إلى موته، وربما انتقل كل ذلك إلى أبنائه من بعده، تلك حالة مازالت تثير لعاب المغامرين والمتسلطين عبر الزمن، ولن يفلت من تمكن منهم من انتهاز فرصة الوصول إليها بأي ثمن.
أما الشعوب التي عدلت هذه الفكرة، وتصورت الحاكم مجرد موظف يقوم بعمله لفترة محددة، وهو قبلها وفيها وبعدها خاضع للقانون، لا يمكنه تجاوزه بأي حال، كما لا يمكنه أن يصبح من كبار الأثرياء عبره، علمت في أعماقها أن هذا المنصب رغم أهميته لا يعدو كونه المنصب الأعلى في مؤسسة الدولة التي تشتغل بكل مكوناتها لرسم السياسات وتنفيذها ومراقبتها بآليات محددة التوصيف والمسؤوليات، وربما كان دور الرئيس دورا شكليا لا يخالف كل ذلك.
من علم ذلك لم يُجز لنفسه قتل غيره من المواطنين ليتولى أحدهم هذه الوظيفة!!
إن الاختلاف في حقيقته هو بين الفكرتين، وكل ما نراه على الأرض هو تجسيد لتلك الأفكار، لذلك كان هم المصلحين الأكبر هو تحسين هذا العالم (عالم الأفكار) لأن كل ما عداه تبع له، ولذلك ينادون بتطوير التعليم وإشاعة الثقافة وتنوير العقول.
أما العبث الذي لا يفهم فهو أن ننادي بكل ذلك في الظاهر، ولا زالت فكرة القرون الوسطى هي من يحركنا!