* كتب/ حسن الأشلم،
الأزمة أبعد من ذلك بكثير، الأزمة أننا وفي ظل فوضى السلاح، وفوضى الشعارات والاتهامات المتبادلة، وفوضى غياب الدستور المستفتى عليه، وفوضى ارتهان كل طرف من أطراف الصراع في قراراته وتوجهاته لقوى إقليمية ودولية، وفي ظل فوضى انعدام الثقة وسيادة مبادئ المغالبة وإضمار الثأر، وغياب مشروع صادق للمصالحة الوطنية… كل ما سبق يؤكد أن أي رئيس قادم بالانتخاب المباشر سيكون مشروع ديكتاتور حقيقي، حتى وإن لم يفكر في ذلك..
فالفائز لن يحكم، والمهزوم في الانتخابات لن يعترف بنتائجها، أو على الأقل سيظل محتفظا بمركز قوته…
وحيث إن الاستمرار في ترك كرسي رئاسة الدولة شاغرا منذ 44 عاما قد جر البلاد إلى فوضى مؤسساتية حقيقية، فإن الأمر يحتم علينا التوجه إلى الانتخابات الرئاسية فورا ولكن من خلال عقل واع بعيد عن العاطفة التي لا تقدر العواقب… العواقب التي تقول انتخاب رئيس مباشرة بالمعطيات الحالية يعني العودة إلى مربع الصراع الدموي من جدبد..
الحل من وجهة نظري ينحصر في خيارين:
الأول: انتخاب رئيس للدولة بنظام القائمة، بحيث يسمي الرئيس في قائمته نائبا له، ورئيسا للحكومة… وهو قريب من النموذج الأمريكي.
الثاني: أن يفعل دستور الاستقلال، ويعاد تنصيب الملك لفترة محددة إلى حين استقرار الدولة، وزوال أسباب الصراع بإنجاز الدستور والمصالحة الوطنية، ووفقا لهذا المقترح يسمي الملك رئيسا للحكومة، ويلغى القرار الصادر بتجميد عمل الأحزاب في العهد الملكي، بحيث تكون نسبة 70٪ من مقاعد البرلمان للكيانات السياسية… الانتخابات الرئاسية استحقاق وطني غائب مغيب، والهروب منه هو هروب من الرمضاء إلى النار.