الرئيسيةالراي

رأي- الذكاء الصناعي لمحو الأمية

* كتب/ يوسف أبوراوي،

ربما على عكس معظم المدرسين، أنا أحث طلابي على الاستخدام الواعي لأدوات الذكاء الاصطناعي حتى في كتابة البرامج والواجبات، خاصة في السنوات المتقدمة ومراحل الدراسات العليا، لأسباب كثيرة سأحاول تلخيصها:

1) موديلات الذكاء الاصطناعي هي أدوات كغيرها من الأدوات التي سبقتها، سيتم معارضتها في البداية ثم سيستخدمها الكل، لا أعتقد أن أحدا يمنع الطلاب اليوم من استخدام محركات البحث أو الآلة الحاسبة، إلا في نطاق ضيق جدا، المهم أن يتم مراجعة ما تم جمعه أو توليده أو حسابه، والتأكد من صحته، وفهمه، ولو كان الأمر يستلزم حفظ أو استظهار المبادئ الأساسية للعلوم فيمكن مطالبة الطلاب بذلك، وتقييمهم وفق الامتحانات المعهودة.

2) يمكن استخدام موديلات الذكاء الاصطناعي بطرق متنوعة، ولا تقتصر على توليد محتوى أو إجابة الأسئلة، بل يمكن تبسيط لغة الإجابة وإعادة الشرح، وإعادة الصياغة، والمقارنة، والتحليل وغيرها، بمعنى أنه يمكن لموديل جيد أن يغنينا عن كثير من الأدوات المتنوعة.

3) مسألة أن ما يكتب باستخدام هذه الموديلات غش أو انتحال، غير صحيح، ويحتاج لنقاش معمق، فما تتم كتابته يتم توليده بشكل آلي، وبالتالي فمن الذي يمتلك الحقوق لهذه المادة، هل هو مبرمج الموديل ومدربه، أم الشركة المالكة، أم التي تدير السيرفرات، أم شركات الانترنت، أم كاتب الاستعلام أو السؤال، سؤال شائك جدا، وإن كنت أميل إلى أن من يستطيع كتابة استعلام يصل به إلى ما يريد هو الأحق؛ لأن السؤال الصحيح نصف الإجابة كما يقولون، وهي مقولة تتجلى بشكل واضح في هذا المجال، لكي تصل إلى صياغة مطالبة جيدة يجب أن تمتلك فهما جيدا في المجال.

4) الانتحال الحقيقي يكون للأفكار الجوهرية غير المسبوقة، وهي نادرة جدا وغير مهددة بهذه الأدوات، ولا تعتقد أن كل ما يكتب أو ينشر في المجال العام أو الأكاديمي هو فكر حقيقي يخاف عليه من السرقة، كلنا نعلم البير وغطاه.

5) بعد الحصول على أي إجابة يجب نقدها وتبريرها ومعرفة أسبابها، وهو أيضا ممكن باستخدام هذه الأدوات.

الملخص: بالنسبة للعلم والتعلم هذه الأدوات اليوم تعمل كما تعمل آلة تنقيب عظيمة تستطيع البحث والإجابة عن معظم معارف البشر عبر تاريخهم، وهو أمر غير مسبوق، وهو ما يزال في بدايته والمفاجآت ما زالت في الطريق.

علموا الطلاب هذه الأدوات وأرشدوهم إلى استعمالها، فالجهد والتعب ليس مقصود التعلم، ولكن إن كان العلم لا يمكن الوصول إليه إلا بالجهد فيجب بذله، وهي حقيقة لا تتضح في أذهان الكثيرين.

بعد سنوات قليلة جدا سيكون إتقان استخدام هذه الأدوات من شروط محو الأمية!!!!!

للكاتب أيضا: 

رأي- الحمّى!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى