* كتب/ يوسف أبوراوي،
تبدأ الدراما عندما تكتشف بعض الكائنات الليبية أن الآخرين يحتاجونه على نحو ما، كأن يكون هذا البطل مسؤولا إداريا يتم بعض الأوراق ويمتلك ختما يخبئه في خزانة حديدية، أو أنه رئيسك المباشر في الشغل، أو أن الظروف جعلت منه ذو وجاهة اجتماعية.
البعض يتقمص دور عنترة العبسي ويريد تذكيرك أنه لا يهتم به أحد إلا إن كان في حاجته، وأن هذا المجتمع الجاحد دائم التجاهل للأبطال.
والآخر يظن أنه بدأ يتحكم في العالم ويجب أن يستغل هذه الفرصة تماما، وعليك أن تتذكر طول عمرك ما سيقدمه لك من خدمات جليله، ولكنك كعادتك ستنسى الجميل أيها الناكر!
وبعضهم يتذكر كل خطب الجمعة التي سمعها في حياته ويبدأ في استرجاع ما يعرفه من حلال وحرام وأحكام فقهية؛ ليثبت لك أنه متدين جدا وصالح جدا، وأن ما تطلبه يخالف الفضيلة والعمل الصالح والقوانين واللوائح.
كل هذا السعي الحثيث لإظهار تفوق أخلاقي أو اجتماعي ماهو إلا انعكاس عقد متراكمة، يعرف صاحبها مقدار ضآلته وتفاهته، لذلك يتعلق بأبسط الفرص؛ ليظهر في نظر نفسه أولا والمحيطين به ثانيا مقدار أهميته.
على هؤلاء أن يتذكروا أنهم في أي لحظة سيموتون، ولن يحدث أي تغيير في الكون، ولن يتذكر الناس منهم إلا مقدار عقدهم الغبية لا أكثر ولا أقل !!!!