الرئيسيةالراي

رأي- الحرب على غزة: بين الدمار والصمود

* كتب/ عمر السويحلي،

 منذ اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل حملة عسكرية غير مسبوقة من حيث العنف والدمار، حيث ألقت أكثر من 85 ألف طن من القنابل، بما في ذلك القنابل الفوسفورية المحرمة دوليًا، مما أسفر عن استشهاد 61,182 شخصًا، من بينهم أكثر من 13,000 طفل و20,000 امرأة، بينما تجاوز عدد المصابين 111,000 جريح. لقد نفذت القوات الإسرائيلية ما يقارب 10,100 مجزرة بحق المدنيين العزل، في حملة لم تستهدف فقط البنية التحتية، بل كانت تهدف إلى استئصال الوجود الفلسطيني من أرضه.

هذه الحرب، التي يمكن وصفها بأنها من أبشع الجرائم في العصر الحديث، أدت إلى تدمير 88% من البنية التحتية للقطاع، حيث تعرضت أكثر من 305,000 وحدة سكنية للدمار، ما يشكل 61% من منازل قطاع غزة، ونتج عن ذلك 42 مليون طن من الأنقاض التي خلفت مشهدًا كارثيًا يعكس حجم المعاناة التي يعيشها السكان المحاصرون.

لقد كانت أهداف إسرائيل المُعلنة تتمثل في القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين، لكن الحقيقة على الأرض جاءت معاكسة تمامًا لهذه الادعاءات. فلم تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها، إذ أثبتت المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي، أنها أكبر من مجرد تنظيمات مسلحة، بل هي فكرة راسخة وعقيدة متجذرة في قلوب الشعب الفلسطيني.

لم تزد هذه الحرب المقاومة إلا قوةً وإصرارًا، حيث أثبت الفلسطينيون أنهم شعب لا يُهزم بالإبادة ولا ينكسر بالحصار. لقد رأى العالم كيف سلمت حماس بعض الأسرى اليهود إلى الصليب الأحمر من موقع قوة وثبات، مشاهد تعكس العزة والكرامة التي تمتلكها المقاومة رغم آلة الدمار الإسرائيلية.

ورسالتي إلى بنيامين نتنياهو، الذي يمكن وصفه بهتلر القرن الحادي والعشرين، إنك أكثر منه دموية وإجرامًا، لكن عليك أن تدرك أن القوة العسكرية وحدها لا تصنع النصر، فقد قال نابليون بونابرت من قبلك:

“هناك قوتان في العالم: الروح والسيف؛ والروح هي الغالبة دائمًا.” وقال أيضاً : ” أكثر ما يدهشني في هذا العالم هو عجز العنف عن الاحتفاظ بشيء”

ورغم كل ما فعلته إسرائيل، فإنها لم ولن تحقق شيئًا، إذ إن الشعب الفلسطيني يقاتل بروحه وإيمانه العميق بعدالة قضيته. اغتيل قادتهم الأوائل، فجاءت قيادات أكثر صلابة وعزيمة، وإن استشهدوا فإن أجيالًا جديدة ستحمل الراية وتكمل المسيرة.

إسرائيل اليوم تواجه واقعًا مأساويًا رغم كل ما تمتلكه من ترسانة عسكرية، فهي دولة مصطنعة يقوم مواطنوها على جوازات سفر لدول أخرى، وهم في النهاية يعلمون أن هذه الأرض ليست لهم ولن تكون لهم.

لقد ظنوا أن القتل والدمار سيرهب الشعب الفلسطيني ويجبره على الخضوع، لكنهم لم يدركوا أن من يقاتل لأجل قضية عادلة لا يُهزم، بل يتجذر أكثر في أرضه. وعلى الاحتلال أن يستعد لحزم حقائبه والرحيل، فكما جاءوا غرباء سيرحلون غرباء، بينما يبقى الفلسطينيون ثابتين في أرضهم، متشبثين بها، مؤمنين بأن النصر آتٍ لا محالة، إما بالشهادة أو بتحرير فلسطين بإذن الله.

وإنّا لمنتصرون…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى