رأي- (الحرب بالوكالة) ومعايير الوصف به
* كتب/ علي محمد البشير
شئنا أم أبينا ومهما كنا، نحن كغيرنا جزء لا يتجزأ من عالم لا يمكننا أن نعمل بمعزل عنه، لكن الفرق يظل كبيرا بين تعامل وعمالة، وبين علاقة ووكالة، وهي قضية يكون الحكم فيها من خلال تمحيص الغايات والأهداف، وما تضمره النيات وتكشفه الخطوات والبيانات وطبيعة وشكل هذا التعامل.
البعض –ليبرر موقفه وتخاذله، أو ليشوه غيره، أو لجهله وسوء تقديره- لا يجد غضاضة في تعميم وصف طرفي القتال والصراع في ليبيا أو دول مجاورة لها بأنهم جميعا عملاء ووكلاء، لأن الصراع في حقيقته بين أطراف خارجية ننوب نحن السذج عنهم في إدارته على الأرض!
نعم هناك صراع كان وسيبقى بين دول ونفوذ وهيمنة؛ لكن المفارقة هنا، فمصالح الأمم صغيرة وكبيرة قوية وضعيفة تتداخل وتتقاطع وتلتقي عند نقاط، كما أنها تتباين وتفترق عند أخرى، وتجبر شعوبا على أن تجد وضعها وقضيتها بين دول صغيرة وكبيرة، كما كانت الحالة الليبية في الحرب العالمية الثانية وحال الفلسطينيين في مواجه اليهود والأفغان أيام قتال السوفييت وتلقي الدعم من الغرب..
إنه اتهام يحتاج تطبيقه إلى دليل وبرهان، وعودة إلى أصول وقواعد، منطقية وأخلاقية، يمكن التمييز بين خيوط دقيقة متشابكة، وإلا فهو تهمة باطلة لا حظ لها صدق ولا ما صدق، وهي كذلك تجرح شعورنا وتشككنا في كل شيء، وتمس ثورتنا وتؤذي وتطال شرفاء الوطن، وفي مقدمتهم الشهداء ومن يخوضون المعركة لرد العدوان والبغي وغيوم الدكتاتورية !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** وزير سابق