* كتب/ عاطف الأطرش،
لم يخف على أحد كيف هللت جموع الجماهير في بنغازي بحفلات الافتتاح لرصف قطران هنا أو زرع شتلة هناك أو إغلاق ثقب بينهما… وكيف هللت الكثير من الصفحات الليبية على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحظى بمثل هؤلاء المتابعين بافتتاح مجمع تجاري أو “مول” أو حتى كشك سجائر من باب تشجيع الاستثمار الوطني وبقاء رؤوس الأموال في الحفظ والصون في مدينة الأمن والأمان!!
لكن ما أن ينبري أحدهم ليوضح للملأ بعدم شرعية هذه الأموال التي تنفق والتي إما تشوبها شبهة فساد كبيرة… أو يكون مصدرها غير شرعي من تجارة محرمة وغير قانونية… حتى يتدافع المبررون بالرد عليه بأن مثل هذه المشروعات أمنت عملاً للشباب ودخلاً للعائلات تأكل وتشرب منه –حلال ولا حرام مش موضوعهم– وهذه المشروعات تسهم في الحركة التجارية بالمدينة بعد كسادها العظيم…
حسناً… لنترجم ما بين السطور لهذه التبريرات ولنحولها لتساؤلات مشروعة لمشاريع غير مشروعة طالما أن الحرام ومخالفة القانون تم استمراؤه بهذا الشكل دون خجل… فمثلاً لماذا لا يتشجع ذات المبررين لتبرير فتح حانات و”خمارات” في كافة أحياء المدينة… فهي أيضاً ستوفر عملاً للشباب ودخلاً للعائلات تأكل وتشرب منه وأيضاً لتوفير الحجم الهائل من العملة الصعبة التي تنفق على ذات المشروع خارج حدود الوطن رغم توفرها في كثير من الاستراحات… وليضعوا مسألة الحرام أو الحلال جانباً لأن الأمر سيان…
بل لنذهب لأبعد من ذلك وليبدأ المبررون بالترويج لفتح بيوت دعارة… وبذات الحجج والمبررات وليضيفوا المنتج الوطني “من باب أنه أقل كلفة وأكثر “رخصاً” ومن كلا الجنسين حتى تكون الاستفادة مضاعفة للجميع… ومن ثم يتم التبرير للترويج لفتح نواد للقمار وغيرها من الموبقات وهذا لا يهم… فالحرام والحلال لم يعد موضوعهم… المهم أن يجدوا المبرر اللائق لذلك!!
كل ما سبق هي ترجمة فعلية لأفكار العقل الباطن لكل المبررين لهذا الفساد المنتشر وغض النظر عن مشروعيته وحرمانيته من باب “إنما الأعمال بالنيات”… فلنجعل بنغازي لاس فيغاس ولنحفظ للحرام هيبته… هكذا يتخيل هؤلاء البائسين… وهم في الطريق لتحقيق ذلك… فقط فسحة من الوقت ليس إلا!!