الرئيسيةالراي

رأي- الجاسوس وحذاء العدالة؟!

* كتب/ د. محمود ابو زنداح  asd 84198@gmail.com

ذات مرة ذاك الطفل السمين سرق قطعة الخبز من يد الصغير فكان صراخه سبب سجنه، ذات الطفل تم القبض عليه وهو يدخن فعوقب ولم يسأل الحاكم أو القاضي من علمه التدخين أو حتى من باع له في أبجديات العقل قبل العدل؟!
“فيليب” ذلك الضابط الأمريكي المجهول في انديانا الرائعة الطاحنة للعملات قبل الأسر، اتجه الضابط مباشرة دون تردد إلى عرض نفسه كعميل للعدو (السوفييت) بعد أن حوصر بالديون والمعيشة الغالية التي تواجه أسرته، الحاكم الأمريكي الذي اتجه إلى الحروب الخارجية بشكل هيستري جعل الأسر تعاني، الاهتمام بالداخل تقلص، الحروب تسلب إرادة الشعوب وتطيح بها إلى حالات من التقشف السريع.
عرض كل شيء مقابل المال، من عملية إلى أخرى حتى أصبح الضابط أكثر خبرة وأصبح في تسلسل مهم داخل مكتب المخابرات، أصبح يعي ما يفعل.
سقط الاتحاد السوفيتي، توقف كل شيء ولم يعد الجاسوس يشعر بأنه ذو أهمية، وخاصة بانقطاع الأموال عنه التي كانت تأتي وفق جدول يختاره، هذا يشعره بمرارة عدم التدفق. ولكن مع هذا كان ينتظر شيئا أكثر إثارة وذكاء…. هذا الشيء كان هو يوم القبض عليه…. حين قال مقولة شهيرة: لماذا تأخرتم كل هذا الوقت؟  كان يعلم مع سقوط السوفييت سيتم الإيقاع بالجواسيس السوفييت، وعندها سوف يذكر في أول تحقيق حقيقي.
انتهى الجاسوس مع تصريحه القوي… والذي لحقه تصريح وزير العدل الأمريكي حين قال إنها أهم كارثة لقضية جاسوسية..
السؤال الذي يدور في ذهن الطفل الصغير هو لماذا الجاسوس لديه كل هذه الثقة في المحكمة، ليرد الطفل السمين لأن أمريكا قوية ومهما باع معلومات فإن أمريكا اليوم أقوى من روسيا اليوم..

نعم…. العدل هو الأساس…. هذا الطفل هو نفسه الذي مثل أمام القاضي السوري الذي صرخ بأعلى صوت ونسي نفسه واعتقد أنه محام فنزل من السدة العالية…. يردد… الوطن هو الروح… هو التاج… هو الفداء… علينا أن نحمله فوق أعناقنا…. حتى وجد الطفل يرتجف…. أنه يعاني البرد وهو لا يستطيع حمل الوطن لأنه حافي القدمين مسلوب الإرادة… ليحكم عليه بالإعدام..
حذاء الوطن لا يقدر قيمته إلا حاكما ملهما له صفات خارقة، فهو الذي يرتديه في أي وقت ويرميه.. يراه باللون الذي يريده….. فأنت اليوم جاسوس وغدا أنت بطل كما يراك أو يريدك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى