* كتب، يحيى القويضي،
بكتلة عضلاته الهائلة،
وبإحساسه الفطري القوي بالخطر،
وبغضبه،
كان ممكنا للثور أن يحسم معركته بكفاءة وسرعة.
كان من الممكن أن يجعل مباراته، مباراة جولة واحدة قصيرة.
هذا لو اتجه للماتادور مباشرة
عوضا عن الراية.
هو ماثل أمامه، وملفت للنظر جدا؛ قامة ممشوقة، وزيّ أميريّ، ونصال حادة، واستفزاز عال، وموت صريح.
لكن اللاتمييز الحاكم لدماغ الثور، يدفعه لمهاجمة الخرقة لا المصارع.
يفشل الثور في قتل الخرقة، ويتلقى طعنة في كتفه من الماتادور؛ يتوقف قليلا لتقييم الموقف:
ـ الثور مصاب..
ـ الثور في موقف خطر..
ـ يوجد رجل بيده قماشة تتحرك..
ـ الثور يجب أن يدافع..
يزفر أنفاسا حارة من أنفه، يرفس الأرض تأهبا، ثم يندفع بكتلة عضلاته الهائلة ليسحق الخطر
لكنه ينطح مجددا الخرقة لا المصارع
ويتلقى مزيد الطعن
وفيما يلفظ نفسه الأخير
ترتسم فوق عينيه المطفأة، أكثر أسئلة حياته إثارة للحيرة :
أين أخطأت؟ ولماذا؟!.
ذاك ما يحصل دائما في حلبات المصارعة
وفي حلبات الحياة…