* كتب/ أحمد سعد التواتي
لمن لا يروقهم ما أكتب، أرجوكم أنصتوا إليّ بعقولكم، فقط هذه المرة..
التحريض على إنسان أسوأ شيء قد ترتكبه في الحياة وأقذره.. وهو دليل على حالة عجز. كيف؟؟
لأنه بعجزك عن مواجهته أو عدم قدرتك على تقبل الاختلاف معه تذهب مسرعا إلى التحريض عليه والدعوة لىسجنه أو قتله أو أو أو… على أمل أن يتلقف عابر فيس دعوتك، وبجهل ينفذ غايتك.
طبعا أنت ستنام قرير العين لأن من قام بالفعل لست أنت، وقد تكون –حتى- لا تعرفه… ولكن ثق أن بالقانون التحريض على شيء يأخذ نفس حكم الشيء بمعنى (المحرض على القتل يأخذ حكم القاتل ويعتبر شريكا في الجريمة) ناهيك حق الله الذي لا تعيره اهتماما.
الإشكال أن في حالات كثيرة من يقومون بالتحريض هم شيوخ يدعون معرفة الله.. هل يجهلون أم لا يخافون الله؟
ولكن بقليل من البحث اكتشفت أنهم يتقربون إلى الله بالتحريض… كيف؟
لأنهم لا يعتبرونه تحريضا بل يجملونه فيسمونه تحذيرا من (الخبيث، المندس، عدو الله، المبتدع، الخارجي، المحارب للسنة، العلماني و و و ……الخ) وبالمرة وهو ماشي في القائمة يضع لها بعض البهارات اللي تفتح في شهية بعض المسعورين وهي (عدو الجيش أو ضد الجيش).
هؤلاء الشيوخ صدعوا رؤوسنا أنهم من أهل السنة، ولكن هذا الفعل لأهل الباطل… مثال،
عندما أفتى سيد قطب بكفر بعض الأفعال وفاعليها أو هكذا فهم أصحابه.. بدأ ارتكاب جرائم القتل باسم هذه الفتاوى، فجاءه جماعة يطلبون منه التراجع عن هذه الأفكار فإن أصحابه بدؤوا يقتلون الناس.. رفض أن يتراجع وأجابهم !!!!
” أنا لم أقل لأحد أن يقتل والحمد لله الذي لا يؤاخذنا بما فعل غيرنا ”
نفس المنهج اليوم، وما الفرق بين أهل السنة المحرضون على الناس وبين أفكار قطب؟؟
قصة أخرى..
تعرض نجيب محفوظ لمحاولة طعن من شاب.. قبضوا عليه وجاء في المحاكمة، سأله القاضي: لماذا حاولت طعن نجيب محفوظ؟
أجاب: لأنه كافر
سأله: وكيف ومن أين عرفت أنه كافر؟
أجاب: من رواية أولاد حارتنا.
فسأله: وهل قرأت الرواية؟
أجاب: أنا لا أقرأ ولا أكتب!..
بالسمع بالتحريض قرر أن ينفذ رغبة المُحرض!!
أختم،
يمكن أن تكون سيئا قدر ما شئت، ولكن لا تكن محرضا على أحد، فإنك لا تعلم أي نتيجة قد تتسبب بها، خصوصا عندما تطلق تحريضك في فضاء عام فيه الخير والشر..