* كتب/ محمد أبوفلغة،
تحدث الكاتب الروسي اليكساندر زينوفيف عن صناعة الوهم (المصطلح هنا يعني العمل الزائف imitation of work الذي لا طائل منه) في أحد كتبه فقال:
“أولا، لا يمكنني أن أفهم أبدا لماذا يحقق [الوهميون] نجاحا أكبر من أولئك الذين يقومون بعمل حقيقي، لماذا تبدو صناعة الوهم أجدى من العمل نفسه.
العمل الحقيقي يتطلب نتيجة نهائية لا بد من مراجعتها وتمحيصها بدون رحمة من قِبل سلطات خارجية بناءً على معايير غير مرتبطة بمن قاموا بالعمل.
صناعة الوهم لا تحتاج سوى إلى نتيجة ظاهرية – أو بالأحرى مجرد إمكانية لتبرير الوقت المنقضي: مراجعة وتقييم النتائج يتم من قِبل أناس شاركوا في صناعة الوهم، أناس مرتبطين به أو لديهم مصلحة فيه.
تطور العمل الحقيقي هو روتين دقيق، متعب وممل. صناعة الوهم مجرد ضجة ما تلبث أن تختفي. يمكن اعتبارها عملا مسرحيا كبيرا، يتضمن لقاءات، مؤتمرات، تقارير، سفر، صراعات داخلية … وما إلى ذلك.”
أقرأ كلام زينوفيف وتمر أمامي سلسلة لا تنتهي من فعاليات- لقاءات، مؤتمرات، اجتماعات، الخ الخ الخ – تحدث كل يوم في ليبيا دون أي نتيجة. فعاليات تقام من أجل أن تقام فقط، لا فائدة حقيقية ترجى منها وما هي إلا مضيعة للوقت والمال والجهد، وهذا من واقع تجربة شخصية فقد شاركت في بعضها من قبل.
لا مبرر للكثير من هذه الفعاليات، والقائمون عليها أنفسهم يدركون أن لا جدوى منها. لا أريد القول إن البعض غير قادر على أداء أي عمل حقيقي مفيد فيتجه بالتالي لصناعة الوهم، ولكن هذا هو واقع الحال للأمانة بالنسبة لعدد كبير من النشطاء.