رأي- الأزلاميون الجدد
* كتب/ يحيى القويضي،
كلمة حق أمام رأي عام جائر،،، صباح الخير
الأزلامية مدانة ليس من باب أنها انحياز لـ م أول بومنيار في شخصه، أو قبيلته، أو توجهاته، أو حتى إعجابا بشطحاته، وقفاطينه المزركشة.
الأمر ليس كذلك.
هي مدانة لأنها في جوهرها تعصّب فاشي لحكم مغتصب، واحتجاز أموال، وتضييع أمر، وفقدان رشد، وتعلية أراذل، ونهب محمي، واستئثار بمقدّرات، واستهانة بشعب، ووأد لحلم، وتجميد لمجتمع، وشخصنة بلاد، وتشويه لهوية، واستهتار بمسؤولية، وتضييع لفرص، ودفن لأحلام وآمال عراض.
أي محاولة لحرف هذا الفهم لتفاعلات 2011م، على أنها صراع قبائل، أو مدن أو أقاليم، أو بين كفر وإيمان، هي محاولة عدّوة من جانبين:
ــ لأنها إهدار لآلاف الأرواح التي قضت خلال محاولة التغيير.
ــ ولأنها عملية نصب واحتيال متكاملة الأركان، تهدف إلى اختلاس نتائج التغيير، لصالح زمرة ما، تنتوي إعادة إنتاج بومنيار وأزلام جدد بحلة جديدة.
ومن أسف، هذا ما حصل.
ففي زحام العرس، تجد يد ما طريقها لسرقة قطعة الذهب.
أفضى بومنيار لما قدّمه، وتشاركت، وتتالت على حكم البلاد مختلف الفصائل، وتنافست في نهبها، وتدميرها، ورهنها للأغيار، واصطف خلف كل فصيل قبلي، أو جهوي، أو حزبي، طائفة عريضة من حملة السلاح، وحملة القلم، والإعلاميين، والقوّالين،… ، يبررون ـ بأجرة، أو جهالة ـ اقترافات الطغم المتحكمة، رغم غياب المبررات!.
وإذا كانت الإزلامية الأولى قد أعشت بصيرة أتباعها، عبر تضخيم بضع بقع بيضاء في وثن معمر الأسود، فإن وثن الإزلامية الجديدة لا بقع فيه بتاتا، لأنه أسود “طليس”.
يجد المنحاز دلائل قولي كل يوم في مستشفاه، وصحن طعامه، ومحفظته، ودواء أمه، وملابس أطفاله، وأمن شارعه، وزر كهربائه، وحيثما نظر؛ لكنه يتعامى بسبب الموقع الإزلامي الذي حشروه فيه حينما حرفوا فهم الصراع وطبيعته،، وكل ما يمكن أن يفعله تجاه هذه المأساة، هو رفعه للعلم، وتلويحه بالإشارة الشهيرة، وأن فبراير مستمرة، دون أن يعي أنه هو من قتلها ببندقيته، ولسانه، حينما استزلم نفسه للعناوين، وتجاهل المبدأ.
لكن لطالما حصل ذلك.
ولطالما صححت الشعوب مسارها
عبر تخليق الوعي المؤلم.
ولطالما كانت كؤوس الشعوب تملأ بقطرات الدم والقمع
وعقب قطرة ما، يحدث الفارق
ويعم الطوفان.
ويسقط المتحكمين وأزلامهم مثلما يحدث دائما عبر التاريخ.
وأنا أثق بشعبنا العظيم..